الأحد، 7 أكتوبر 2018

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // خاطت توابك الثفنات // الشاعر : فراس المصطفى // سوريا

خاطت ثوابك الثفنات
/ فراس المصطفى /
.............................
متمايلاً كخريف أوراق الزمان
حين تساقط العمر..
وحين الصبح يسكبُ قهوةً صفراء
بلا فنجان.. ولا ليل..
وكما الفُرات حزناً لفَّهُ القَدَر
يُحاكي ذاتهُ.. بأنني أرى الوطن
يبكي شامهُ وسوادهُ..
راحلاً معه التحاف العشق بالعبرات..
وكما النجوم اللاهثة
ومذنّباتٍ تودّعُني..
وحتى النّذر طال وفاؤهُ..
واقتربتْ رمال الغيب قبضاً للرّقاد..
والروحُ ثكلى..
والعينُ تدمعُ قبل وهج الروح حين
الرحيل يفتحُ الأبواب..
وعند رفرفة الزمان.. كالطير..
تثاقلتْ فتثاءبتْ على دُرفات عاكفٍ
أبد الدُّهور الغابرة..
فتكسّرتْ حُبَّاً زُلالاً..
وتناثرتْ.. كما المجنون سارحاً..
مُلتمساً هواء الله..
كما لُجين الطُّهر في
طامورة العشق الرّهيب..
على ترابٍ نحرُ قدسهِ تلعثم..
غارقاً بسيل النحر..
مظلوماً بأضراس الزمان..
وما كلُّ عبدٍ ذاق طعم الرِّق
بأعذب خمرةٍ من قُرب
من خيوطٍ لمليكٍ..
وما ثمرُ الغرام إلا
أنوار الملائكة السّواقي في الغياب..
قد بات لي من كل عمري ذرفةً
تغمسُ عاتقي بالأصل..
كراهبٍ في الغرام.. لليلهِ..
وظُلمة آمنٍ تعطَّرَ بالتراب..
وجبينهُ استهوى نَداهُ الوصل..
بين عبدٍ وغيوب..
وبين الله.. علَّ عطفهُ يغفرُ
أقبح العثرات..
وبين آثار السُّجود في صلاةٍ
أريج زهرها نقاء عاطفة العروج..
خيطي فُتوقَ الروح لي وسلي
كم بقي للِّقاء.. لذاكَ الوصل..
لأرى ثمار آية الكُرسي
وصلاة.. وسجدات طوال..
وتيهِ القلب..
في بحور الربّ غرقاً في الغرام..
منفاي.. يا سجود الغيم..
في قداسة ذاك الجوهر الفريد..
غابت قروحٌ.. خطّ مرسَمها الحُتوف..
لا شبحٌ يؤرّقُني..
ولا نهرٌ يئِنُّ فقداً
لحنينٍ وزمان..
ولا من أبابيل الطيور..
فسجداتي عيونٌ
ماؤها عُذوبةُ النسيان..
ذكرى من وميضٍ..
وثوابي.. خاطهُ الأثرُ..
من الثّفنات..
................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق