قصة قصيرة : (العالم الثاني)
لا يفوته شيء حتى النظرات فوق رأسه يفهم مغزاها، كان قد مات وعاد إلى الحياة أو بالأصح دخل في غيبوبة أصبح بعدها شخصا آخر ،إنه يصف الأحداث قبل وقوعها ،يعرف ما يجول في ذهني وذهنك أنا شخصيا يرعبني،يعيش بين عالمين بالليل يكون في عالمهم وفي النهار يجوب عالمنا وحتى وإن كان بيننا قد يصل ذهنه خبرا منهم، فهو على تواصل ذهني دائم معهم، صراحة يستهويه العالم الثاني على عالمنا ،يحسه أكثر يتجاوب معه أكثر لم يعد يربطه بهذا العالم على الأغلب سوى الإسم، أبهرني في حفاظه على توازنه النفسي والعيش في وفاق بين عالمين بالرغم من أنه أمر صعب، إن لم نقل مستحيل ولكنه أظهر قوة شخصية كبيرة ، وقاوم كثيرا ،وإن تعب سرعان ما تتجدد طاقته ،يضاحك هذا وذاك يشاركهم أفراحهم وأحزانهم ،بالرغم من التعب ،له أصدقاء هناك أكثر من هنا بل له جيوش وممالك تحت إمرته،يمكنه أن يطيح بوزير ،بل برئيس دولة بنظرة إلى أحد خدامه، بل يمكنه أن يزيل إمبراطورية أو قارة من الوجود ،لذلك هو آخر شخص يمكن أن تهدده بسلطة بشر؛ لا يعترف بالطبقات لأنه في لحظة يمكن أن يهد قصرا على صاحبه ويجعله مشردا يقتل البعوض في الشارع ،هو لا يخاف أبدا من هذا العالم، و السبب أنه رأى عالما أكبر أوسع أظهر صغر حجم هذا العالم وعجزه ، خوفه كله من عالمه الثاني يصيبه الرعب أن تعمل قواه ضده، لذلك تراه يتراجع يختبئ وينتظر الإشارات وهذا يتطلب صبرا ومجهودا مضاعفا، هناك توجد زوجته وأطفاله لا يحتاج هنا إلى زوجة أبدا فجمال زوجته يجعله لا يرى أحدا هنا ويقر بعدم وجود جمال في هذا العالم أصلا، ويتساءل ساخرا ما الذي يجعل البشر يعجبون ببعضهم وكيف يتحملون ملامح بعضهم المقرفة، وروائحهم الكريهة، فهو يجب عليه دائما تهيئة نفسه قبل التعامل معهم كي لا تظهر عليه معالم الرفض ، وإن نظرت إليه إحداهن يستغرب كيف أعجبتها ألا أبدو لها مقرفا كما تبدو لي هي ، فهو ليس له حاجيات اتجاه البشر ،لا يحمل شهوة جسدية أبدا، إنه شخص غير عادي يتحكم في إحساساته يقتلها أو يحييها حسب هواه ، مشكلته أنه دائما يجب أن يظبط أفكاره فهو يمكن أن يجدب الشر أو الخير إلى الوقوع لمجرد التفكير فيه، أفكاره لا تمر بردا و سلاما كما الآخرين ،ما فكر فيه لبد أن يحصل وهذا يشكل خطرا على سلامته أيضا ،إن الحياة تحملنا حيث شاءت هاهو صديقنا قد طار ليلتقي زوجته في قصر فوق الغيوم ، هاهو قد مر من الجدار لا يحتاج أن تفتح له الأبواب
لا يفوته شيء حتى النظرات فوق رأسه يفهم مغزاها، كان قد مات وعاد إلى الحياة أو بالأصح دخل في غيبوبة أصبح بعدها شخصا آخر ،إنه يصف الأحداث قبل وقوعها ،يعرف ما يجول في ذهني وذهنك أنا شخصيا يرعبني،يعيش بين عالمين بالليل يكون في عالمهم وفي النهار يجوب عالمنا وحتى وإن كان بيننا قد يصل ذهنه خبرا منهم، فهو على تواصل ذهني دائم معهم، صراحة يستهويه العالم الثاني على عالمنا ،يحسه أكثر يتجاوب معه أكثر لم يعد يربطه بهذا العالم على الأغلب سوى الإسم، أبهرني في حفاظه على توازنه النفسي والعيش في وفاق بين عالمين بالرغم من أنه أمر صعب، إن لم نقل مستحيل ولكنه أظهر قوة شخصية كبيرة ، وقاوم كثيرا ،وإن تعب سرعان ما تتجدد طاقته ،يضاحك هذا وذاك يشاركهم أفراحهم وأحزانهم ،بالرغم من التعب ،له أصدقاء هناك أكثر من هنا بل له جيوش وممالك تحت إمرته،يمكنه أن يطيح بوزير ،بل برئيس دولة بنظرة إلى أحد خدامه، بل يمكنه أن يزيل إمبراطورية أو قارة من الوجود ،لذلك هو آخر شخص يمكن أن تهدده بسلطة بشر؛ لا يعترف بالطبقات لأنه في لحظة يمكن أن يهد قصرا على صاحبه ويجعله مشردا يقتل البعوض في الشارع ،هو لا يخاف أبدا من هذا العالم، و السبب أنه رأى عالما أكبر أوسع أظهر صغر حجم هذا العالم وعجزه ، خوفه كله من عالمه الثاني يصيبه الرعب أن تعمل قواه ضده، لذلك تراه يتراجع يختبئ وينتظر الإشارات وهذا يتطلب صبرا ومجهودا مضاعفا، هناك توجد زوجته وأطفاله لا يحتاج هنا إلى زوجة أبدا فجمال زوجته يجعله لا يرى أحدا هنا ويقر بعدم وجود جمال في هذا العالم أصلا، ويتساءل ساخرا ما الذي يجعل البشر يعجبون ببعضهم وكيف يتحملون ملامح بعضهم المقرفة، وروائحهم الكريهة، فهو يجب عليه دائما تهيئة نفسه قبل التعامل معهم كي لا تظهر عليه معالم الرفض ، وإن نظرت إليه إحداهن يستغرب كيف أعجبتها ألا أبدو لها مقرفا كما تبدو لي هي ، فهو ليس له حاجيات اتجاه البشر ،لا يحمل شهوة جسدية أبدا، إنه شخص غير عادي يتحكم في إحساساته يقتلها أو يحييها حسب هواه ، مشكلته أنه دائما يجب أن يظبط أفكاره فهو يمكن أن يجدب الشر أو الخير إلى الوقوع لمجرد التفكير فيه، أفكاره لا تمر بردا و سلاما كما الآخرين ،ما فكر فيه لبد أن يحصل وهذا يشكل خطرا على سلامته أيضا ،إن الحياة تحملنا حيث شاءت هاهو صديقنا قد طار ليلتقي زوجته في قصر فوق الغيوم ، هاهو قد مر من الجدار لا يحتاج أن تفتح له الأبواب
السعدية خيا /المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق