الثلاثاء، 16 فبراير 2016

إحتجاج / نص الاديب صالح عبد الجياشي / العراق

احتجاج
لن احتجَ الان
القممُ الشامخة لا تنحني
للمطر.
المغادرون وسط تصفيقِ الموتى
ينفثون دخانَ سكائرهم
من خلفِ زجاجَ المساء
ويقارعون كؤوسَ الليلِ
سأرفعُ كفي في وجهكَ
واختصرُ حديثي مع الاشباحِ
اشارات النفي
هي لغة البائسين
الآيات التي قرأها المسيحُ
لم يصدقها حفارو القبورِ
تركوهُ يمضي وحيداً
وزرعوا زهرةً
فوق دربهِ
وهم يتمتمون بنشيدٍ جمهوري
لبلدٍ مهجور
حاولَ المطرُ
ان يقنع الحروف بالهروبِ
لكن حراس المقبرةِ
رسموا شمساً
فوق مقصلة
الرجال المهمشون
في الصورِ المزيفةِ
يحاولون اغتصابَ لمحةِ ضوء
لا تنعكسُ من القاماتِ المكسورةِ
سوى ظلال
تتمنى ان تمسك السحاب
لن اجمعَ الغيمَ في جيبي
سأعلقُ على جداريِ
مرآة تعكسني ماشياً
واخرى خلفَ البابِ
الذي كان موارباً على شبهات الرحيل
الرجال المهمشون
يلونون جدرانهم بالمرايا
فلا تعكس سوى الدخان.
سكائرهُم التي تخنقُ الحروف
ترحلُ مع مساءٍ عتيق
حولتهُ مصابيحُ الكاميراتِ
الى شظايا
يتمنون ان يصفق لهم الجمهور
لكن الموتى العابثين بتراب المسرحِ
لم يصفقوا
سوى للرجال المغادرين
تحت انظار
حراس المقابر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق