من بلادي. 274
غائب طعمه فرمان
غائب طعمة فرمان العزاوي من أهالي محلة الفضل في بغداد ، أديب عراقي حظيت كتاباته باهتماما وتقديرا عاليين من لدن النقاد والكتاب العرب ولد في بغداد عام 1927 وأنهى دراسته الإبتدائية والثانوية فيها ، وكان والده أحد سائقي السيارات الأوائل في بغداد، وكان يحدثه في طفولته عن انطباعاته ورحلاته، مما ادى إلى تعلقه بالماضي والذكريات فصوّرها فيما بعد في روايته ( المخاض )
• أصيب بالدرن في وقت مبكر من حياته فسافر إلى مصر عام 1947 للعلاج و لاكمال دراسته في كلية الآداب ، رغم فقر والده، الذي كان يرسل له خمسة دنانير بين فترة وأخرى
• أتاح له وجوده في مصر الإحتكاك المباشر في الواقع الثقافي القاهري فكان يحضر مجالس أشهر الأدباء المصريين
- مجلس الزيات
- مجلس سلامة موسى
- مجلس نجيب محفوظ ظهيرة كل جمعة في مقهى الأوبرا.
• نشر بعض قصصه القصيرة ومقالاته الأولى في المجلات المصرية مثل ( الرسالة والثقافة والثقافة الوطنية وغيرها ) وتعكس قصص غائب ومقالاته الأولى مفاهيمه وأفكاره عن مختلف قضايا الحياة الإجتماعية والأدبية متجنبا القضايا السياسية المباشرة
• مارس كتابة الشعر أولا ...لكنه أخفق فيه. عمل منذ منتصف خمسينيات القرن العشرين في الصحافة الأدبية.
• وعند عودته إلى العراق بعد ثلاثة أعوام وبضعة شهور من إقامته في مصر، عمل غائب في صحيفة
( الأهالي ) لسان حال الحزب الوطني الديمقراطي برئاسة الديمقراطي الليبرالي العراقي المعروف كامل الجادرجي. واكتسب غائب من عمله في هذه الصحيفه خبرة كبيرة تجسدت فيما بعد في نتاجاته الروائية، وبخاصة في رواية "خمسة أصوات". صوّر غائب في هذه الرواية حياة المثقفين العراقيين في الخمسينات من خلال خمسة أبطال من امزجة مختلفة واهتمامات ادبية واجتماعية متنوعة. ولدى قراءة هذه الرواية يطلع القاريء على الحياة الأدبية العراقية ومفاهيمها في الخمسينات.
• بعد انهيار التجربه الديمقراطيه في العراق عام 1954 أُضطر غائب إلى مغادرة العراق متجها نحو لبنان وسوريا حيث شارك في مؤتمر الأدباء العرب، الذي عُقد في مدينة بلودان وأنتخب عضوا في لجنة ( الأدب الجديد ) التي أصدرت بيانها حول ضرورة التوفيق بين اللغة العربية الفصحى والعامية في النتاج الأدبي.
• توجه غائب إلى القاهره مرة ثانية ومكث فيها فترة قصيرة، أصدر فيها كتابه ( الحكم الأسود في العراق ) عام 1957 المكرّس لممارسات النظام الملكي العراقي. • شارك غائب مع الناقد المصري محمود أمين العالم في كتابة مقدمة طويلة لمجموعة قصص قصيره صدرت عام 1956 بعنوان (قصص واقعيه من العالم العربي) تضمنت هذه المقدمة أهم أفكار غائب ومفاهيمه عن الواقعية الجديدة في الأدب، التي لاتختلف في حقيقة الأمر عن الواقعية لاشتراكية.
• أسقطت عن غائب الجنسية عندما كان متجها إل بوخارست للمشاركة في مهرجان الشبيبه، فأضطر إلى السفر إلى جمهورية الصين الشعبيه، حيث أخذ يعمل منذ ذلك الحين في وكالة أنباء الصين الجديده.
• بعد ثورة 14 تموز 1958، التي أطاحت بالنظام الملكي، عاد غائب إلى العراق وعمل في الصحافة لفترة قصيرة، إلا أنه غادره بعد سنتين أو أكثر بقليل إلى الاتحاد السوفييتي حيث أقام فيه ثلاثين عاما حتى رحيله الأبدي.
• أُسقطت الجنسية عنه مرة أخرى بعد انقلاب 8 شباط 1963 العسكري، الذي أطاح بحكومة الزعيم عبدالكريم قاسم. ومن الجدير بالذكر أنه لم يكن سياسيا نشطا ولم يقم بأعمال تنظيمية مغامرة أو صدامية عنيفة ولم تكن صحته لتساعده عل ذلك فقد عانى من مرض خبيث، إلا أنه كان قريبا جدا من أوساط الحزب الوطني الديمقراطي والحزب الشيوعي بالذات الذي رعاه واهتم بأدبه.
• في الاتحاد السوفييتي يعمل غائب في مجال الابداع والترجمة، فانتقل من الأساليب الواقعية البسيطة والبدائية، التي انعكست في مجموعتيه ( حصيد الرحى عام 1954 ومولود آخر عام 1959 ) إلى الطرق الفنية الناضجة المتجسدة في روايته الأولى ورائعة الأدب العراقي النخله والجيران عام 1966، التي عدّها النقاد أول عراقية فنية ناضجة تتوفر فيها مقومات الرواية الحديثة مثل الحوار والحوار الداخلي أو المناجاة والوصف الخارجي والداخلي للشخصيات والاهتمام بالبطل الروائي الخاص، الذي يجب أن يعبر عن ملامح العصر، إضافة إلى الزمان والمكان وتغييراتهما وتقاطعاتهما الزمكانية.
• نُقلت رواية "النخلة والجيران" إلى المسرح من قبل فرقة المسرح الفني الحديث، ذات التوجهات الديمقراطية، وحصلت على شهرة واسعة ليس في أوساط المثقفين فحسب، بل مختلف فئات المجتمع. وقد لعب الحزب الشيوعي ومؤسساته الثقافية دورا كبيرا في زيادة الوعي لدى الناس بأدب غائب وكل المؤلفين الديمقراطيين. هذا وقد اهتم غائب برواياته الثماني بموضوعات مثل الغربة والحنين الى الوطن والعودة الى الجذور والتراث أو ما يسمى بالناستولجيا وحرية المرأة، إلا أن كل ذلك كان يحدث بطريقة غيرمباشرة وتقريرية كما تعودنا عليه في قصصه القصيرة الأولى. • على الرغم من أن غائبا عاش فترة طويلة في الاتحاد السوفييتي وروسيا إلا أنه لم يتناول في أدبه موضوعات الحياة السوفييتيه، التي كان يعرفها بشكل جيد بسبب عمله هناك وزواجه من امرأة روسيه. ويبدو لنا أن سبب ذلك يكمن في عدم رغبته في اثارة مثل هذه القضايا الحساسة والخطيرة التي كان يمكن ان تجلب له الكثير من المتاعب على مختلف الأصعدة.
• نُقلت روايته "خمسة أصوات" إلى السينما، وتصلح كل رواياته الأخرى للأعمال السينمائية والمسرحية كونها تؤرخ لحقبات من تاريخ العراق وتتناول مختلف شرائح مجتمعه. وكذلك تم اخرجها الفنان محمود ابو العباس مسرحيا بعنوان (خمسة اصوات).
• ترجم غائب الى العربية مجموعة كبيرة من القصص والروايات الروسية والسوفييتية لكتاب روسيا الكبار مثل تولستوي ودوستوييفسكي وبوشكين، وكان يستعين بالانجليزية اضافة الى الروسية التي لم يتقنها في ترجمته لهذه الأعمال. وقد أعانته معرفته الجيدة للغة الأنجليزية في الاطلاع على أعمال فوكنر وجويس وميلر وهمنغواي وطبعا الروس ايضا.
• أعماله
- حصاد الرحى - مجموعة قصص / 1954 .
- مولود آخر - مجموعة قصص / 1955 .
- النخلة والجيران - رواية / 1966 .
- خمسة أصوات - رواية / 1967 .
- المخاض - رواية / 1973 .
- القربان - رواية / 1975 .
- ظلال على النافذة - رواية / 1979 .
- آلام السيد معروف - رواية / 1980 .
- المرتجى والمؤجل - رواية / 1986
- المركب - رواية / 1989
• ترجم نحو ثلاثين كتابا ونال جائزة رفيعة على جهده في هذا الجانب، ومن ترجماته:
- أعمال تورجنيف في خمسة مجلدات
- القوزاق لتولستوي
- مجموعة قصص لدستويفسكي
- مجموعة قصص لغوركي
- المعلم الأول لايتماتوف
- مجموعة أعمال بوشكين
- لاشين عملاق الثقافة الصينية
• جبرا إبراهيم جبرا يقول عنه (يكاد يكون غائب طعمة فرمان الكاتب العراقي الوحيد الذي يركب أشخاصه وأحداثه في رواياته تركيبا حقيقيا).
• دافع الدكتور زهير ياسين شليبه عن أطروحة دكتوراه في معهد الاستشراق الروسي عام 1984 مكرسة لنتاجات غائب طعمه فرمان، وقال عن النخلة والجيران (رائعة الأدب العربي الحديث) معتبراً إياها أول رواية عراقية فنية تتوفر فيها مقومات النوع الروائي بمواصفاته الأوروربية الحديثة و صَدر كتاب للدكتور زهير ياسين شليبه "غائب طعمه فرمان. دراسه نقديه مقارنه عن الرواية العراقية"، دار الكنوز الأدبية، بيروت 1996
• صدر كتاب الأستاذ أحمد النعمان "غائب طعمه فرمان. أدب المنفى والحنين إلى الوطن".1996، الذي يضم مقالات عدة كتّاب عراقيين معروفين مكرسة للأديب الراحل غائب وذكرياتهم عنه.
• قال عنه محمد باروت (كان غائب عراقيا في كل شيء حتى في الرواية التي رآها " برلمان الحياة الحقيقي" إذ كثف في هذه الرواية كل فهمه لطبيعة الرواة ووظيفتها، ففي قاع الحياة الشعبي، وقائعه وأحداثه وعلاقاته وتفاصيله ومشاهده، تنهض رواية غائب وتتكون، وكأنها ترتقي بنثر الحياة اليومي، هذا الذي يبدو معادا ومكرورا وأليفا إلى مستوى الملحمة والتاريخ، أي إلى مستوى الكلية).
• قال عبد الرحمن منيف عن غربة غائب (لا أعتقد أن كاتبا عراقيا كتب عنها كما كتب غائب، كتب عنها من الداخل في جميع الفصول وفي كل الأوقات، وربما إذا أردنا أن نعود للتعرف على أواخر الأربعينات والخمسينات لابد أن نعود إلى ما كتبه غائب)
• تقول د. يمنى العيد عن رواية المركب (المركب وسيلة عبور وعنوان مرحلة للمدينة التي غادرها غائب ولم يعد إليها، المركب لا تحكي الماضي بل الحاضر المكتظ بالمعاناة التي تدفع راكبيه إلى الالتفات إلى ماضيهم بحسرة).
• يلخص غائب طعمة فرمان مراحل حياته الأدبية كالأتي:
– مرحلة التراث العربي: الشعر، النثر، الكتب والدواوين الأربعة التي كان إبن خلدون يعدها أصولا وما سواها توابع وفروع: أدب الكاتب، الكامل، البيان والتبيين، وكتاب النوادر.
– حركة الترجمة التي بدأت أثناء الحرب العالمية الثانية الوافدة من مصر أو سوريا تعزف على نغمات من الأدب الفرنسي والإنكليزي والروسي.
– ذهابي إلى مصر في فترة أعدها من أنشط الأزمان للحركة الأدبية في هذا البلد الشقيق.
• كل النقاد العراقيين يتفقون إن رواية النخلة والجيران هي البداية الحقيقية للرواية العراقية المعاصرة.
• نال غائب فرمان الكثير من الجوائز التقديرية على جهود الترجمة من الروسية إلى العربية، حيث ترجم حوالي 90 كتابا
• منذ منتصف الخمسينيات تغرب غائب طعمة فرمان عن وطنه، لكن (غائب) لم يكن غائبا عن وطنه من خلال حضوره في عطائه الروائي الثر ... كما لم يغب الوطن عن غائب طعمة فرمان وهو في غربته التي يقول عنها (الغربة بالنسبة لي كانت حبا وشوقا إلى وطني، وكانت إمتحانا قاسيا للوطنية عندي).
توفى رحمه الله في موسكو عام 1990
غائب طعمه فرمان
غائب طعمة فرمان العزاوي من أهالي محلة الفضل في بغداد ، أديب عراقي حظيت كتاباته باهتماما وتقديرا عاليين من لدن النقاد والكتاب العرب ولد في بغداد عام 1927 وأنهى دراسته الإبتدائية والثانوية فيها ، وكان والده أحد سائقي السيارات الأوائل في بغداد، وكان يحدثه في طفولته عن انطباعاته ورحلاته، مما ادى إلى تعلقه بالماضي والذكريات فصوّرها فيما بعد في روايته ( المخاض )
• أصيب بالدرن في وقت مبكر من حياته فسافر إلى مصر عام 1947 للعلاج و لاكمال دراسته في كلية الآداب ، رغم فقر والده، الذي كان يرسل له خمسة دنانير بين فترة وأخرى
• أتاح له وجوده في مصر الإحتكاك المباشر في الواقع الثقافي القاهري فكان يحضر مجالس أشهر الأدباء المصريين
- مجلس الزيات
- مجلس سلامة موسى
- مجلس نجيب محفوظ ظهيرة كل جمعة في مقهى الأوبرا.
• نشر بعض قصصه القصيرة ومقالاته الأولى في المجلات المصرية مثل ( الرسالة والثقافة والثقافة الوطنية وغيرها ) وتعكس قصص غائب ومقالاته الأولى مفاهيمه وأفكاره عن مختلف قضايا الحياة الإجتماعية والأدبية متجنبا القضايا السياسية المباشرة
• مارس كتابة الشعر أولا ...لكنه أخفق فيه. عمل منذ منتصف خمسينيات القرن العشرين في الصحافة الأدبية.
• وعند عودته إلى العراق بعد ثلاثة أعوام وبضعة شهور من إقامته في مصر، عمل غائب في صحيفة
( الأهالي ) لسان حال الحزب الوطني الديمقراطي برئاسة الديمقراطي الليبرالي العراقي المعروف كامل الجادرجي. واكتسب غائب من عمله في هذه الصحيفه خبرة كبيرة تجسدت فيما بعد في نتاجاته الروائية، وبخاصة في رواية "خمسة أصوات". صوّر غائب في هذه الرواية حياة المثقفين العراقيين في الخمسينات من خلال خمسة أبطال من امزجة مختلفة واهتمامات ادبية واجتماعية متنوعة. ولدى قراءة هذه الرواية يطلع القاريء على الحياة الأدبية العراقية ومفاهيمها في الخمسينات.
• بعد انهيار التجربه الديمقراطيه في العراق عام 1954 أُضطر غائب إلى مغادرة العراق متجها نحو لبنان وسوريا حيث شارك في مؤتمر الأدباء العرب، الذي عُقد في مدينة بلودان وأنتخب عضوا في لجنة ( الأدب الجديد ) التي أصدرت بيانها حول ضرورة التوفيق بين اللغة العربية الفصحى والعامية في النتاج الأدبي.
• توجه غائب إلى القاهره مرة ثانية ومكث فيها فترة قصيرة، أصدر فيها كتابه ( الحكم الأسود في العراق ) عام 1957 المكرّس لممارسات النظام الملكي العراقي. • شارك غائب مع الناقد المصري محمود أمين العالم في كتابة مقدمة طويلة لمجموعة قصص قصيره صدرت عام 1956 بعنوان (قصص واقعيه من العالم العربي) تضمنت هذه المقدمة أهم أفكار غائب ومفاهيمه عن الواقعية الجديدة في الأدب، التي لاتختلف في حقيقة الأمر عن الواقعية لاشتراكية.
• أسقطت عن غائب الجنسية عندما كان متجها إل بوخارست للمشاركة في مهرجان الشبيبه، فأضطر إلى السفر إلى جمهورية الصين الشعبيه، حيث أخذ يعمل منذ ذلك الحين في وكالة أنباء الصين الجديده.
• بعد ثورة 14 تموز 1958، التي أطاحت بالنظام الملكي، عاد غائب إلى العراق وعمل في الصحافة لفترة قصيرة، إلا أنه غادره بعد سنتين أو أكثر بقليل إلى الاتحاد السوفييتي حيث أقام فيه ثلاثين عاما حتى رحيله الأبدي.
• أُسقطت الجنسية عنه مرة أخرى بعد انقلاب 8 شباط 1963 العسكري، الذي أطاح بحكومة الزعيم عبدالكريم قاسم. ومن الجدير بالذكر أنه لم يكن سياسيا نشطا ولم يقم بأعمال تنظيمية مغامرة أو صدامية عنيفة ولم تكن صحته لتساعده عل ذلك فقد عانى من مرض خبيث، إلا أنه كان قريبا جدا من أوساط الحزب الوطني الديمقراطي والحزب الشيوعي بالذات الذي رعاه واهتم بأدبه.
• في الاتحاد السوفييتي يعمل غائب في مجال الابداع والترجمة، فانتقل من الأساليب الواقعية البسيطة والبدائية، التي انعكست في مجموعتيه ( حصيد الرحى عام 1954 ومولود آخر عام 1959 ) إلى الطرق الفنية الناضجة المتجسدة في روايته الأولى ورائعة الأدب العراقي النخله والجيران عام 1966، التي عدّها النقاد أول عراقية فنية ناضجة تتوفر فيها مقومات الرواية الحديثة مثل الحوار والحوار الداخلي أو المناجاة والوصف الخارجي والداخلي للشخصيات والاهتمام بالبطل الروائي الخاص، الذي يجب أن يعبر عن ملامح العصر، إضافة إلى الزمان والمكان وتغييراتهما وتقاطعاتهما الزمكانية.
• نُقلت رواية "النخلة والجيران" إلى المسرح من قبل فرقة المسرح الفني الحديث، ذات التوجهات الديمقراطية، وحصلت على شهرة واسعة ليس في أوساط المثقفين فحسب، بل مختلف فئات المجتمع. وقد لعب الحزب الشيوعي ومؤسساته الثقافية دورا كبيرا في زيادة الوعي لدى الناس بأدب غائب وكل المؤلفين الديمقراطيين. هذا وقد اهتم غائب برواياته الثماني بموضوعات مثل الغربة والحنين الى الوطن والعودة الى الجذور والتراث أو ما يسمى بالناستولجيا وحرية المرأة، إلا أن كل ذلك كان يحدث بطريقة غيرمباشرة وتقريرية كما تعودنا عليه في قصصه القصيرة الأولى. • على الرغم من أن غائبا عاش فترة طويلة في الاتحاد السوفييتي وروسيا إلا أنه لم يتناول في أدبه موضوعات الحياة السوفييتيه، التي كان يعرفها بشكل جيد بسبب عمله هناك وزواجه من امرأة روسيه. ويبدو لنا أن سبب ذلك يكمن في عدم رغبته في اثارة مثل هذه القضايا الحساسة والخطيرة التي كان يمكن ان تجلب له الكثير من المتاعب على مختلف الأصعدة.
• نُقلت روايته "خمسة أصوات" إلى السينما، وتصلح كل رواياته الأخرى للأعمال السينمائية والمسرحية كونها تؤرخ لحقبات من تاريخ العراق وتتناول مختلف شرائح مجتمعه. وكذلك تم اخرجها الفنان محمود ابو العباس مسرحيا بعنوان (خمسة اصوات).
• ترجم غائب الى العربية مجموعة كبيرة من القصص والروايات الروسية والسوفييتية لكتاب روسيا الكبار مثل تولستوي ودوستوييفسكي وبوشكين، وكان يستعين بالانجليزية اضافة الى الروسية التي لم يتقنها في ترجمته لهذه الأعمال. وقد أعانته معرفته الجيدة للغة الأنجليزية في الاطلاع على أعمال فوكنر وجويس وميلر وهمنغواي وطبعا الروس ايضا.
• أعماله
- حصاد الرحى - مجموعة قصص / 1954 .
- مولود آخر - مجموعة قصص / 1955 .
- النخلة والجيران - رواية / 1966 .
- خمسة أصوات - رواية / 1967 .
- المخاض - رواية / 1973 .
- القربان - رواية / 1975 .
- ظلال على النافذة - رواية / 1979 .
- آلام السيد معروف - رواية / 1980 .
- المرتجى والمؤجل - رواية / 1986
- المركب - رواية / 1989
• ترجم نحو ثلاثين كتابا ونال جائزة رفيعة على جهده في هذا الجانب، ومن ترجماته:
- أعمال تورجنيف في خمسة مجلدات
- القوزاق لتولستوي
- مجموعة قصص لدستويفسكي
- مجموعة قصص لغوركي
- المعلم الأول لايتماتوف
- مجموعة أعمال بوشكين
- لاشين عملاق الثقافة الصينية
• جبرا إبراهيم جبرا يقول عنه (يكاد يكون غائب طعمة فرمان الكاتب العراقي الوحيد الذي يركب أشخاصه وأحداثه في رواياته تركيبا حقيقيا).
• دافع الدكتور زهير ياسين شليبه عن أطروحة دكتوراه في معهد الاستشراق الروسي عام 1984 مكرسة لنتاجات غائب طعمه فرمان، وقال عن النخلة والجيران (رائعة الأدب العربي الحديث) معتبراً إياها أول رواية عراقية فنية تتوفر فيها مقومات النوع الروائي بمواصفاته الأوروربية الحديثة و صَدر كتاب للدكتور زهير ياسين شليبه "غائب طعمه فرمان. دراسه نقديه مقارنه عن الرواية العراقية"، دار الكنوز الأدبية، بيروت 1996
• صدر كتاب الأستاذ أحمد النعمان "غائب طعمه فرمان. أدب المنفى والحنين إلى الوطن".1996، الذي يضم مقالات عدة كتّاب عراقيين معروفين مكرسة للأديب الراحل غائب وذكرياتهم عنه.
• قال عنه محمد باروت (كان غائب عراقيا في كل شيء حتى في الرواية التي رآها " برلمان الحياة الحقيقي" إذ كثف في هذه الرواية كل فهمه لطبيعة الرواة ووظيفتها، ففي قاع الحياة الشعبي، وقائعه وأحداثه وعلاقاته وتفاصيله ومشاهده، تنهض رواية غائب وتتكون، وكأنها ترتقي بنثر الحياة اليومي، هذا الذي يبدو معادا ومكرورا وأليفا إلى مستوى الملحمة والتاريخ، أي إلى مستوى الكلية).
• قال عبد الرحمن منيف عن غربة غائب (لا أعتقد أن كاتبا عراقيا كتب عنها كما كتب غائب، كتب عنها من الداخل في جميع الفصول وفي كل الأوقات، وربما إذا أردنا أن نعود للتعرف على أواخر الأربعينات والخمسينات لابد أن نعود إلى ما كتبه غائب)
• تقول د. يمنى العيد عن رواية المركب (المركب وسيلة عبور وعنوان مرحلة للمدينة التي غادرها غائب ولم يعد إليها، المركب لا تحكي الماضي بل الحاضر المكتظ بالمعاناة التي تدفع راكبيه إلى الالتفات إلى ماضيهم بحسرة).
• يلخص غائب طعمة فرمان مراحل حياته الأدبية كالأتي:
– مرحلة التراث العربي: الشعر، النثر، الكتب والدواوين الأربعة التي كان إبن خلدون يعدها أصولا وما سواها توابع وفروع: أدب الكاتب، الكامل، البيان والتبيين، وكتاب النوادر.
– حركة الترجمة التي بدأت أثناء الحرب العالمية الثانية الوافدة من مصر أو سوريا تعزف على نغمات من الأدب الفرنسي والإنكليزي والروسي.
– ذهابي إلى مصر في فترة أعدها من أنشط الأزمان للحركة الأدبية في هذا البلد الشقيق.
• كل النقاد العراقيين يتفقون إن رواية النخلة والجيران هي البداية الحقيقية للرواية العراقية المعاصرة.
• نال غائب فرمان الكثير من الجوائز التقديرية على جهود الترجمة من الروسية إلى العربية، حيث ترجم حوالي 90 كتابا
• منذ منتصف الخمسينيات تغرب غائب طعمة فرمان عن وطنه، لكن (غائب) لم يكن غائبا عن وطنه من خلال حضوره في عطائه الروائي الثر ... كما لم يغب الوطن عن غائب طعمة فرمان وهو في غربته التي يقول عنها (الغربة بالنسبة لي كانت حبا وشوقا إلى وطني، وكانت إمتحانا قاسيا للوطنية عندي).
توفى رحمه الله في موسكو عام 1990
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق