السبت، 1 أبريل 2017

الاشارة / بوصفها صورة للآخر / بقلم الاستاذ صلاح البابلي // العراق

الإشارة ..بوصفها صورة للآخر.
قبل أن أبدأ بتفصيل الأمر لا بُدّ من الإستعانة 
بقول دريدا في هذا الصدد..
[العبارة إخراجٌ لموجود في داخلٍ ما الى صورة المعنى في خارجٍ ما وكلا الداخل والخارج عنصران أصيلان سابقان عل بُنية الوعي]
بدءً ينبغي لنا الإشارة إلى قصديتين مترادفتين وبالأحرى لا يمكن الفصل بينهما تماماً ،إرادة القول -_اعتزام قول- كما يصفها هوسرل وإرادة الوعي المنتج لبنية الإعتزام داخل البنية اللغوية كظاهرة فينومينولوجية من جانب وميتافيزيقية من جانبٍ آخر وهذا يُشير إلى دائرة قصدية محضة لا تستبطن في أصلها تداعياً إضطرارياً ولايمكن فصلها عن الوعي القصدي المُنتِج لها .، الأمر المعكوس بهذا الفهم بين قصديةٍ محضة في حلولها الفيزيائي ببنية الصوت أو صورته المحمولة سلفاً من خلاله وبين مداه الأوسع في مجالي ظهوره من خلال قدرته على انتاج الآخر أو الإقتراب من صورته المحض بعامّة 
فإن قيل ..
أن قصدية الإشارة لا تظهرُ بتاتاً إلّا بكونها معمولاً لخارجٍ تكتسبُ فيه وجودها من خلال قدرة الخارج على التأويل وهنا هي عملية اعادة انتاج وتوليد 
للامركزية الإشارة وبهذا يكون القول صحيحاً نوعاً ما.لكن الذي لم يُتنبّه له هو هل يمكن فصل القدرة على التأويل من بنية الإشارة ولماذا كان التأويل متداعٍ بهذه الصورة التي تظهر بها الإشارة أو التي ستظهر بها دون النظر الى الزمن 
الّا كوعاء حامل غالباً.
وهل يمكننا أن نسلب إرادة القصد من جسد الإشارة إعتماداً على مدعى تعددّ التأويل؟؟
واقعاً لا يمكن الحديث عن كل هذا دون لحاظ دائرة النومينائية للقصدية التي يمارسها الوعي 
ويُعيد إظهارها بجسد الإشارة التي ستؤول غالباً 
الى قصديةِ وعيٍ في علامتها الكبرى..
وبكونها جسماً عازماً على القول بطبقةٍ لا تعبيرية أو هي سابقة على اللغة بوصفها محددة بالصوت سلفاً ولا تنتمي إليها على الأقل صوتياً وهنا نكون أمام سقوط أو بالأحرى نكوص نحو ذاتٍ عُليا أو إشارةٍ خالصة لايمكن للصوت أن يكون من بنيتها وإن كان يحمل صورتها للآخر بفعل غايةِ إيصالٍ فقط .،
وهذه الذات تحمل الصورة الكلّية بمختلف احتمالاتها ولا تناهي تولّداتها التي يكون الصوت دالّاً عليها أو مشيراً إليها اعتماداً على حقيقة عدم فنائه فيزيائياً وقدرته على تأويل تلك الإشارة كذلك 
وهنا أعني بها هذا الآخر او الصورة الكلية المحضة .
هذا يُحيلنا الى مفهوم قصدية الٱشارة المحدد لقصدية الوعي بكونهما لاينفكّان عن أن يكونا معاً 
ولا يمكن لنا بهذا الجانب ان نصف دائرة النومين القصدي ب اللامركزية والفوضى إعتماداً على البنية الصوتية للتأويل او البنية الصوتية المضمرة أو غير المتجسّدة في كل إشارة بنحوٍ ما ..
في الواقع ينبغي أن لا نغفل تماماً عن قدرة الصوت كظاهرة فينومينولوجية على انتاج صورة الإشارة أو داخلها الأصيل فبدون الصوت تبقى الإشارة مبهمة أو أن هذه الذات لا يمكن أن يتحصّل وجودها بالخارج الّا ببنية صوتية وهذا لايعني ادماجهما ببنية واحدة ولا يعني تلازمهما كذلك.،
فالصوت بنية تالية على الإشارة -الصورة- فهو محيلٌ إليها وموجودٌ من أجلها وموجد لها كجسم في خارج أو داخل ما وقد أوضحت ان هذا الداخل وذلك الخارج أصليان في بنية الوعي القصدية 
ومقصودة للوعي الكلي من كل هذا نفهم لماذا لا ينبغي لنا أن نتحدث عن الوجود أو الخارج بصفة عامة ببنية صوتية فقط لان هذا الخارج هو إشارة أو علامة عازمة على القول لذات أخرى أو إشترة خالصة اكتسبت جسميتها من خلال الصوت ولكنها ليست أصلية وإعادة انتاجها المستمر صوتياً هو محاولة لرسم صورة لإشارة أولى أو ذات أولى 
غير مصوّرة وغير ممكن النطق بها.
---صلاح النبهاني---

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق