الاثنين، 3 أبريل 2017

احلام زمن كهل // للاستاذ ستار مجبل طالع // العراق

أحلامُ زمن كهل
.......... 
ليلٌ تحترقُ لحظاتَه في سكونِ
وأحلامٌ لذيذة ٌ تمرُّ خواطرا مبهمةً
تملأ المَشامَ فرحا
ونظراتٌ متلهفةٌ ترمقُ 
الجمالَ الموهوبَ لكلِّ شيءِ بخجلِ الحبِ
ما يجدي صمتَها في ضجيجِ القلبِ
ألوانها تملائُها دهشةً تهزُّ خيوطَ النورِ
يحوكُ نولها بدأبِ الأرضِ
أفلاكها ثوبا رثا لأسفارها المرهقةِ
تحتفي بثوبِ عرسِ لا يُمسُ
أغلى مقتنياتُ صندوقِ ذكرياتٍ
تعودُ لها 
في زمنٍ كهلٍ فقيرٍ الإيناس
عيناهُ تطَلِعُ على أسرارهِ
يداهُ تلمسُ السلامَ التعبَ في آلامهِ
يتسائلُ متى يأتي الفرحُ من ينابيع الدمعِ
تحررهُ من أثقالِ أزمنةٍ منسكبةٍ على أديم الهباءِ
ما ابتعدتْ في حواسنا المهملةِ تبقى اقرب المسافاتِ
يتحجرُ قلبَهُ بنيرِ الصمتِ
تزهرُ الخطايا القديمةِ في خريفِ بساتينهِ
يسكنُ اليأسُ قلبَهُ
أغصانُ حياةِ يابسةِ الجذورِ
يغرقُ متشبثا بنيرِ الرقِ
يحترقُ بنارِ بلا نورِ
يحملُ كاهلَهُ أوزارا باليةً
و عينيهِ قناعا رخيصا
تُحملُهُ هدوء قلبه وظلامه
جدولُ دمعٍ وألمٍ
يكدحُ في بحر مرِّ
يُبقي أبوابهُ مُطرِقَةً
تسبحُ أيامه ضبابا فوقَ سهولِ منهكةٍ
تتوقُ نفسه لمملكةٍ لا يمكنُ أن توجدُ ألا في قلبِ
ليس فيه ألا هو أميرا وملكا
وما يبقى رعايا تتقن التبجيلُ
يحاولُ أن يعي هذيانها
يتكأ الصمتُ على سكينةِ الظلالِ
المسجاةِ على ثوبِ أرضٍ سوادٍ
غنّتْ قيثارتهُ بصوتِ الحمامِ التي يملأ هديلَها الفضاءَ
بصوتِ الأرضِ وهي تكشفُ عن ساقِ مفاتنِ أسرارها
غنى بسكونِ الجذورِ المودعةُ في الطينِ
غنى بصوتِ مياه السواقي العطشانةِ
وهي تتدفقُ في الأغصانِ الذابلةِ
غنى بملأ فيهِ غزلَ الأشجارِ
والحياةُ المعلقةُ بأجنةِ النحلِ
رقصَ على وقعِ المطرِ على أوراقِ الشجرِ
تمتمَ مع الجداولِ المتزاورةِ بين التلالِ
وصاحَ بأعلى صوتهِ
يستنزلُ الثلج َ من قنّاتِ الجبالِ
يستمطرُ السحابَ من عروشِ السماءِ
يستجدي قلبُهُ النبضَ من الريحِ
وتعودُ أمواجُهُ من الغربةِ لشاطئِ يومٍ جديدِ
ينهضُ بعزمِ الماءِ اللآهثَ في الأغصان
بعزمِ صهواتِ عاريةٍ تصعدُ على سفوحِ الجبالِ
يملأ نغمهُ الأصقاعَ والفضاءَ
آ ذانٌ يضجُ في الأرجاء
يقشعُ الوحشة َ من نفسهِ الهائمةِ
يؤنس شكواه من هولِ الأيام
ينزلُ السلامَ مطرا في فيضِ تضورٍ
ستار مجبل طالع 
العراق
2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق