الأربعاء، 19 يوليو 2017

في غيابة الجب // بقلم الشاعر د . المفرجي الحسيني // العراق

فــــــي غيابة الجــــــــــّب
-------------
رحلتُ...قلبي لديها حزين
سرتُ بعيداً في دروب النسيان كسير
تُفاجئني تهاجمني وحوش الصحراء
ترقص من حولي
هِمتُ في متاهات البيد
عصبوا عينيّ
ضحك مني شيوخ الصحراء
أعادوني، في جُبّهم الكبير
رموني ارتحلوا
تركوني في الجبّ أستغيث
يا بدو أعينوني
أنا وحيد غريب
لكن ما عادوا
حادي العيس يشدو بقوافلهم
يحفر كالإزميل في قلبي
يعطل كل إحساسي
رمادُ مواقدهم بقايا القهوة في الريح تُثار
ريح صرصر غضوب
انتظري احملي صوت غربتي
رمالك مناقير أحربا تأكل عيني
وحيد في التيه ليله كهوف فاغرة أشداقها
ترعب
أركض أبحث عن ملجئٍ...
أمنّي نفسي حبة رملٍ أعلّق في الريح
أُعلّق في حافر حصان
عباءة بدوي غَبّ الصحراء
أفنيتُ عمري ممجداً عشيرتي بأشعاري
أهلي
دنّس الغرباء بلادي
هدروا دمي هل من مجيب؟
هل من يحمل همّي؟
هل منكم من يمسح التراب والقيح عن جرح نابت في قلبي؟
أكداسٌ من الهمّ والحزن تغمر الفرح الطافح في عيني
فرقته
ذبحته خناجر القبيلة
أبكي تقاسمي معي همّي
منبوذ مطرودٌ !
أيٌّ يمنحني أمناً؟
جعتُ أيٌّ يمنحني كسرة خبز!
عطشت أي يمنحني غرفة ماء
كوني أنتِ واحة ومأوى للهائم العطش
لا سقف يحميه من فحيح الريح
أنياب البرد تسورّني
تعتقلني كِثاب الرمل
بنو عمي هربوا
رحلوا وعن ديارهم بَعِدوا
*****
د.المفرجي الحسيني
في غيابة الجب
العراق ـ بغداد
16 ـ 7 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق