الجمعة، 2 نوفمبر 2018

مجلة أنكمدو العربي للثقافة والأدب // كرومُ الأخوة أمومةٌ // للشاعرة : مرام عطية // سوريا

كرومُ الأخوةِ أمومةٌ
__________
أمِّي تدلَّت رُطبُ الأخوةِ ، هطلتْ غيومُ الحنانِ ، هدبتْ حقولُ البهاءِ حين رفَّ طيرُ الحبِّ ، وانداحَ عطرُ القداسةِ عشقاً سماوياً ، ذاك العشقُ ينبعُ من هضابِ الأمومةِ فيفيضُ لبناً مغذِّياً ويسري في الضلوع دفءَ تحنانٍ. مباركٌ نهرُ الجمال الذي ينهلُ من أمومتكِ، ويروي عطشَ طفولتي بغيابكِ القاسي .
أمِّي ، لاتخافي عليَّ من أنيابِ الجوعِ أو تخشي على جسدي النحيل من مخالبِ الفقرِ ؛ فحضُ أخي سهولُ قمحٍ واسعةٌ حين تتصحَّرُ الحياةِ ، ويداهُ أغصانُ زيتونٍ وروافدُ صنوبرٍحين يجفُّ ضرعُ العطاءِ ، وحين يتجهمُ الزمانِ ، عيناهُ تهدبُ حدائقُ بنفسج و ليمون
كرومه الزاخرةُ بالخصبِ تهاجمُ جفافَ الإنسانية
تغيِّرُ مساراتِ الجدبِ
أمِّي حين فاضَ نبعُ الأخوةِ في صدرِ شقيقي شلَّ قوى الشَّرِ ، أوقفَ زحفَ العللِ والأسقامِ إلى عمري ، تشرَّدتْ قطعانُ الإهمالِ ، تمرمرَ الشِّحُ في دماءِ الأثرياءِ ، من وهجِ الإيثارِ جفَّت مستنقعاتُ الأنانيةِ القميئةِ ، تقلصتْ مساحاتٰ القفرِ التي غزتْ العالمَ ، ولملمَ الفقرُ أذيالهُ من حصوني ، وها هي نجومُ الجمالِ تزدهي بأقراطِ الأخوةِ ، وتنمو أغراسُ الحبِّ في صدري ، فيرتَّلَ عشبُ أعطافي : ما أروعَ الحياةَ حين تصيرُ الأخوةُ وطناً ! ويغدو الحبُّ مائدةً للروحِ !
_______
مرام عطية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق