السيرة الذاتية
لِلشاعِر :
محمد الزهراوي
أبو نوفل
النشأة :
الشاعر المغربي
محمد الزهراوي أبو نوفل ازداد بالريف الغربـي من شمال المغرب فـي دوار أسردون دائرة
مقريصات إقليم شفشاون ولاية تطوان نشأ فـي كنف والده رحمه الله كان فلاحا وفقيها تعود
منذ الصغر على رؤيته فـي بيته كمافـي بساتينه وحقوله يقضي أوقات فراغه فـي تلاوة القرآن
وقراِءة الحديث ومجالسة العلماء ومن ثم كان الطريق جليا أمامه فألحقه بكتاب المسجد
حيث ختم القرآن مرتين
الدراسة :
ثم دخل المدرسة
الابتدائية التي فتحت بالبلدة على يد الاستعمار الفرنسي سنة 1955 م . ومنها انتقل إلـى
مدينة وزان حيث حصل على الشهادة الابتدائية وفـي سنة 1959 سافر إلـى مدينة تطوان العاصمة
الثقافية لشمال المغرب آن ذاك فالتحق بالمعهد الأصيل كان يقضي جل أوقاتـه بعد الدرس
متنقلا بين مكتباتها العامرة باحثا ومنقبا عما يصقل وجدانـه ويشبع نَهَمه المعرفـي
متأملا ودارسا وبعدها ذهب إلـى مدينة الرباط العاصمة ليتخرج من معهد التربية والتكوين
مدرسا للغة العربية بوزارة التربية الوطنية
الحياة الفكرية
والسياسية :
بدأ حياتـه العملية
مدرسا وأثناءها عكف على دراسة الأدب برموزه التراثية والمعاصرة واتجاهاته المختلفة
وأنواعه العربية والغربية والعالمية كمالم يبتعد عن الفلسفة بجميع مدارسها وعصورها
كما وقف طويلا عند أعلام الصوفية وخاصة:جلال الدين الرومي وفريد الدين العطار والحلاج
والنِّفَّري وابن عربي وابن الفارض وغيرهم كما قرأ أعلام الحداثة فـي الشعر والنثر:طه
حسين والرافعي والعقاد ومي زيادة وجبران والسياب والبياتـي ونازك الملائكة وأدونيس
وأنسي الحاج ومحمد الماغوط ومحمود درويش ومضفر النواب ومجايله من الشعراء العرب والعالم
وخاصة الذين يكتبون باللغتين الفرنسية والإسبانية وما ترجم من الشعر إلـى العربية عن
الإنجليزية وغيرها من لغات العالم كالشعر الألمانـي والهولندي والبرتغالـي والإفريقي
والهندي فـي شخصية طاغور واليابانـي من خلال الكتب والمجلات بالإضافة إلـى قراءة الرواية
والنقد.. خلال هذا المسار لم يكن بمعزل عن الصراعات الإيديولوجية الفكرية والسياسية
التي اجتاحت وطنه الصغير المغرب ووطننا العربـي الكبير من المحيط إلـى الخليج منذ أن
زلزلت الأرض تحت أقدامنا بسبب نكسة ـــ كما يسمونها ــــ سنة 1967 وما تلاها من حروب
وانقلابات وزلازل. وخلال مساره على الدرب
كان ينشر إبداعاته
في الصحف الوطنية والعربية
أعماله الابداعية
:
له ست مجموعات
شعرية أصدرها في كتاب :
الآثار الشعرية
الكاملة / ديوان محمد الزهراوي
أبو نوفل في جزءين
: في الأول ثلاث مجموعات هي : حكاية نورس ـــ صوت النهر ـــ السندباد
.وفـي الثانـي
ثلاث مجموعات أيضا هي : هوادج الريح ــــ الرسولة ــــ كتاب الغريبة. وسيُصدر الجزء
الثالث الجاهز للنشر و به المجموعات التالية :
ــ الصوت و الصدى
ــ قصائد الليل
ــ امْرأ ة حُبُّها
يُنَوِّر الوجْه
ــ حَدائِقُ الطّيْر
والرابع أيضا لأنه
كما يقول ما زال مفتوحا على المدى.. الآثار الشعرية صادرة عن دار نداكم للنشر/ الرباط
سنة:2005
ولا زال يكتب وينشر
أعماله الإبداعية حالياً في المجلات والصّحف والمواقع الإلكترونية
ـــــــــــــــــــــــــــ
2 ــ النصوص الشعرية
:
1 ــ
مهرة الأشعار
أخَرَجَتْ من دمي
مهرة الأشعار ؟
تمشي وأمشي ..
ما أبعدها عنّي
في
الرّؤْيا تنزل
بواحة
وتَلوحُ على شكل
مطرِ
سَوْفَ ألْحَقُ
بِها
فأشْتَقُّ أفْعالاً
لها
مِن الماء وأبالغ
معها
في العُرْيِ وَالسُّكْرِ
.
راحَتْ تَنْأى
..
بِغِيابِها القُزَحِيِّ
في مَهْرجانٍ مِنَ
الأغاني ونْهداها
كالشّمْسِ بيْنَ
أهْدابِيَ نائِمانِ
.
أراها خَجولَةً
في
الضّوْءِ كأنْدَلُسٍ
.
أشكوها البعاد
..
وَجمالُها الواجِمُ
يَهُزُّ الرّواسِيَ
.
أراها ضارِيَةً
في
تَبَرُّجِها وتكوينها
السّافرِ مثل بانة
بمناىً مني ..
أنا دونها غريب
.
قد ذبت إليها من
من الوله ..هي
في
كل الجهات..لم
يعد
لي إلاها..تعلم
كل
هذا ..أكيد وتعلم
أن لي بسبب حبها
الكثير من الأعداء
ممن لا أراهم
..
وتعرف ما تعنيه
لي..
أنا وإياها في
المأساة
واحد ..تعلم أنّ
غيابها
الذي جعل مني شاعراً
يقتلني ..ولا تسعى
لزيارتي كأنها
لامرئية أو في
في برجها العالي
وأنا نكرة لا أعني
أعني لها شيئا
أو مجرد حجر
سقط منها ..
في اللامكان !
إنها أيعاد بعيدة
أنا لها وطن كوني
وهي فيه جرح
لا يندمل وفي
لذّة النوم..
بدونها لا أعرف
ماذا أريد ؟
ــــــــــــــــــــ
2 ــ
هُوَ أنا..
فِي الْمَنْفى
هُوَ ذاتِي..
يُضيئُ في
الدُّجى مِثلَ
قمَرٍ
يَخْطو يالَيْلُ
كَغابِ عُطورٍ
ويَبْحَثُ عَن
أطْيَبِ الْمُدُنِ..
إذْ رَأيْتُهُ
فِي باريسَ
يَمْشي يدْلفُ
مُقَطَّبَ الْجَبينِ
ويُدمْدِمُ فِي
الزِّحامِ ..
أُغْنِيةَ نفسي
وَمحَطّمَ الصّوْتِ
كَيَتيمِ الْوَطَن!
أهُوَ النّهْرُ..
ضَلّ فِي غُرْبَتِهِ
الطريقَ إِلَى
الْبَحْرِ؟
شَمْسٌ لا تَغيبُ
أوْ هُو السِّنْدبادُ
يتَخَفّى فِي
رِداءِ الْكَهَنوتِ
؟
يَذْرَعُ لَيْلَ
الْمَنافِي
وطاوِياً يَنامُ
عَلى
أبْوابِ الْمَحَطّاتِ
ينْتَظِرُ قِطارَ
الشّمالِ وَيبْدو
موحِشاً كَقَصيدَةٍ
دامِعَةَ الْعَيْنَينِ.
أضَلّ دَرْبَهُ
فِي
ضَبابٍ أوْ يَبْحَثُ
فِي الأبْعادِ
عَن
وطَنٍ ضاعَ مِنْهُ
فِي قِفارِ الْجَليدِ
؟
أنا أغْبِطُهُ!..
إذْ أيْقضَ فِيَّ
كُلّ شَهِيَّتِي
إلَى
الْبَحْرِ والتِّرْحالِ.
هُوَ فِي ضُلوعِي
يَسْقي الأزْهارَ
وَيَغْرِسُ الدّوالِيَ
فِي الْهِضابِ.
وَبِالأغانِي يَجْلو
الدُّخّانَ عَنِ
الْمَدائِنِ يَعِدُ
الأطْفالَ بِالكَثيرِ
الْكَثيرِ مِثْلَ
غَديرٍ
ويُكَفْكِفُ كالْعَنْدَليبِ
بِمِنْديلِهِ اللاّمَرْئِيِّ
دَمْعَ الإنْسانِ
وعَيْنايَ فِي
عيْنَيْهِ
بِعَذْبِ الْكَلامِ.
وإذا اللّيْلُ
سَجى
يَظلُّ واهِباً
فَيْضهُ
كَقِنْديلٍ و مَفْتوحاً
مِثْلَ كِتابٍ عَلى
العالَمِ أوْ
..
يَمْشي بارِداً
يَبْكي
كَعُصْفورٍ مُبَلّلٍ
فِي الشِّتاءِ
رُبَّما مِنَ
الْجوعِ أوِ الآلامِ.
دَثِّروهُ صَدِّقوا
النُّبوءَةَ وانْفُخوا
فِي الأبْواِقِ..
عادَ إلى مدينَتهِ
كأوديسْيوس!
عادَ الشّاعِرِ..
بِالنّارِ والأحلامِ
والْعُشبِ والْخُيولِ
فافْتَحوا الأبْوابَ
فَقَدْ عادَ كالنّسْرِ
بِأجْنِحَةٍ مِنْ
نارٍ..
يَعْصِرُ كُرومَ
الرّبيعِ ويَسْقينا
خَمْرَةَ وَجْدانٍ
أوْ
سَناهُ الْمَسْحورَ
كَلَضى النّارِ..
وَجَمالَ النِّساءِ
وَعَذارى الأفْكارِ.
ويُدَحْرِجُ الصّخْرَةَ
إلَى الأعالِي
حَتّى
يَموتَ فِي الْحَياةِ..
يَرْدِمُ الْحُفَرَ
بالْحُبّ
والْوَرْدِ ويُضيئُ
كُلَّ
الأماكِنِ بالقَصيدِ.
هُو ذا حَفيدُ
هوميرَ ينْهَلُ
النّورَ مِن الشّمْسِ..
يَمُدُّ لِي كَأعْمى
يَدَيْهِ فِي الدّيْجورِ
وَيَنْفُخُ حالِماً..
كَما فِي الأُسْطورَةِ
نايَ الْوُجودِ
فِي
لَيْلِ الْمُحِبّينَ
الطّويلِ.
وَداعِياً كالطِّفْلِ
بِأنْدائِه العذْبَةِ..
في الأيامِ الجهْمَةِ
إلَى نَهارٍ جديدٍ
في عُمْرِ الإنسانِ.
أيُّها الأصْحاب..
هذا الكائِنُ
ظِلُّ أشْجارٍ
أوْ..
صدْرٌ عُرْيان؟
وهَلْ أحَبّنا
أمْ..
أحَبَّ نفْسه؟
يَهُزّني ويَرْنو
إلى
ما خلْفَ الْحُجُبِ.
أهُوَ وهْمٌ
أوْ مَجازٌ أوِ..
اَلصّوتُ والصّدى؟
ــــــــــــــــــــــ
استاذ محمد لاتنسى
القراءات النقدية مع مودتنا
نعم ..وهو كذلك
3 ــ
اَلهارِبة
يا وجْهَها!..
إنّها جِرارُ خَمْرتي.
تعالَى اللّهُ
!..
يبْدو أنّ لِي
معَها شأْنٌ آخَرُ!
ما الذي يَحْدُثُ؟
عانَقَتْني وغابَتْ.
ابْتَعدتْ
عنّي كالْهِلالِ
إلَى الّلاقَرار.
وَلا آفاقَ تَليقُ
بِكِبْرياءِ الْقاتِلَةِ
غيْر كُنْهيَ فِي
هذا القَفْرِ وَحيداً
حيْثُ نتَبادَلُ
فِي هذا الْمَدى
حُرِّيّةَ عَراءَيْنا
حتّى الأعْماقِ.
إذْ نحْنُ صِنْوانِ
فِي الفَقْدِ..
ولكِن يَبْدو أنّها
تتَسلّى أو تلْهو
بِنَرْدِ حُزْنِيَ
الشّرِسِ.
فكَمْ أنا أنْتِ
فِي هذِه الْغُرْبَةِ!
وصَوْتي
مُدَوٍّ يا لْهاربَةُ
فِي قِطارِ لَيْل.
أنا أتكَبَّدُكِ
كمَأْسورٍ..
أُلاحِقُ فيكِ
شَهَواتِ شَجَنِي!
ولكِنْ لِكَوْنِكِ
كالْعنْقاءِ
وصعْبَةُ الْمِراسِ..
يلْتَهِمُني الْخِذْلانُ.
وما غابَ عَنّي
وجْهُكِ الغائِمُ
النّظراتِ.
أنا ثَمِلٌ بِها
كما بِالْجمالِ..
بِكَمالِ البَهاءِ
وَبِصورَتِها البَعيدَةِ.
أُدنْدِنُها فِي
الغَيْبِ
سَكْرى كمُقَدّمَةِ
اللّحْنِ.
هِيَ فِي خاطِري
مَحْضُ خُطوطٍ
لِشَيْءٍ
غامِضِ البُعْدِ..
كنَصِّها الشِّعْريّ.
وقَد تغَرّبْتُ
معَها فِي
حُقولِ قمْحِ الْجَسَدِ
وجَزائِرِ الظّلامِ.
كُنْتُ عِنْدَها
ضيْفاً
عَلى التّكْوينِ..
وعِثْتُ فَساداً
فِي
الذّهَبِ والفَيْروزِ
وكِتابِها النّبَوِيِّ..
تَبادَلْنا حُبّاً
وحرْباً
أثْناءَ الصّلاةِ
كَما
فِي مَعْبَدِ پينوسَ..
وكأنَ لا لَيْل
يكْفينا ولا خوْف
مِنّي على الْمِزْهَرِيّةِ
ونَهْدِها الْمُقدّس
هلْ تَمادَيْنا
حتىّ
التّهْلُكَةِ فِي
هذا
النّصِّ كَما فِي
حِكاياتِي كَسُلَيْمان
معَ طُغاةِ النِّساءِ
؟
كانَ لا مفَرّ..
وقَدِ ادّخَرْتُ
كُلّ
العُمْرِ لِهذا
التّهَتُّكِ
حتّى أُحافِظَ
على
وحْدَةِ الْموْضوعِ
وسُلْطَةِ النّصِّ.
هذا هُوَ الْهَديلُ..
إنّها زَنْزانَتي
تغْمُرُنِي
حُبّاً كَغَريبٍ
منْذوراً
لِلرّيحِ ووَحْشَةِ
الْجِهاتِ
وامْرأَةٍ مّا
والْمُكابَداتِ.
اَلْفاتِكَةُ بِيَ
تَهْرُبُ
حافِيةَ القَدَميْنِ..
إذْ فاجَأَها لَغَطي!
هِيَ تبْتَعِدُ..
وتعْتَريني مِثْل
نَهارٍ
تبْتَعِدُ وتسْتُرُ
نَهَمَ عُرْيِها
بِالأغانيِ والآهاتِ
دَعوها تتَبَذّلُ..
تَعيشُ مَعي كُلَّ
هذا الْوُجودِ
!
أنا ثَمِلٌ بِها
وهِيَ
فِي التّيهِ كوَطَني!
هِيَ تبْتَعِدُ
وأنا
الْمنْذورُ لَها
أناديها
تعالَيْ ولا شِراعَ
غيْرُ يَدِها تُلَوِّحُ
..
ولا أدري لِمن
فِي
الأفُقِ ودُوارِ
الْبَحْر.ِ
ــــــــــــــــــــ
4 ــ
سيرَة الطّين
وا سائِلَتي
عنْ ماضٍ ولّى
وسُؤالٍ منْ
أنْتَ ؟ ذات أيّامٍ
من جوعٍ وحزْنٍ
في التيه!!
سيِّدَني.. كوني
مهرة جامحة الأحلام
في مدى حياتي
..
ومن الماء إلى
الماء في دموع
وطني أيتها
القَصيدة أو..
حتّى ضغائِني
وجرْحِيَ المُهْتَرئِ.
وإن أردْتِ سيرَة
مِدادِيَ سائِلتي
في
دياجي اللّيالي..
أو ما رآه نسْري
َ
مِن صفَحات الجوِّ
وقِمَمِ الجِبال..
وخطّتْه شجونِيَ
بِحِبْر ألَمي..
وأنا طِفْل مهْمومٌ..
أُراوِد في الحلْمِ
طائِرَةً ورَقِيّة
..
بِسَماء الحَيّ
و زُقاقِنا المتْرِب
أو
مُذْ كنْتُ يافِعاَ
في
وطني المقْتولِ..
لنْ تجِديها في
غياهبِ الغيْب
أوْ
سراديب الظلام
..
بلْ نقِّبي مسْتَعينَة
بِمِصْباح ديوجينَ
وترَيْنها في شعرِيَ
عالِقةً بِوَجَعي..
وأنا البدَويّ
جئْت
إلى المدينَة أسْعى
مِن غيْر قصدٍ
لِأنْشُر بذاريَ
في الكوْنِ بِاسم
الحُبّ والإنْسانِ
أو تعْثُرين على
بعْضٍ مِنْها..إنْ
كان الأمر يعْنيكِ
و يَهُمُّكِ تاريخيَ
الحزين وأنا أحظى
بِاهْتِمامكِ يا
حَمْقاء ..
في الصّدى أوْ
في آثارِ أقْدامٍ
..
بِطيّات الكُتبِ..
في أحلام النّساء
و أحْزان المدُنِ
التي تشْهدُ أنّني
عِشْتُ أمْشي
أحْمِل عالِياً
كبَهْلولٍ
كوْنِيّ العِشْقِ
شُعْلَة الحُريّةِ..
على كاهِلي حملٌ
ثقيل بهِ صرّةُ
أشْياءِ قلْبي
المنْسِيّةِ..
و هُمومُ العالَمِ
أو في منْفايَ..
في ثمالَة كأسي
بِغَيْرِ مكانٍ..في
أحْرُفٍ سودٍ كالغِرْبان
أو في السّراب!
إذْ كان العمْرُ
..
غْيمةً بيْضاء
انْتهَتْ
وبدَأت رحيلي في
غبَشٍ مِن الظنِّ..
وأنا من غيْر
أصْفادِ إلى حيْث
الغوْص بعيداً..
والغُرْبَةُ قبْري
في
مَدٍّ آخَر لِلزّمَانِ..
أملاً في السلامِ
أو الفِردَوس المفْقودِ
لِأنّي منهَكٌ
..
ملَلْتُ مْنّي
ودونَ
ذَنْبٍ رمَتْني
الحياة الغَنوجُ ولا
تدْري أيْنَ
..
مِن اللامكانِ.
رضيتُ بالحُكْم
يا قاضي فأنْتَ
منْ
أمرَ بِالنّفْيِ
في
الموت أوَلا يكفيكَ
هذا إلهي! ؟
ـــــــــــــــــــــــ
5 ــ
وطَنٌ أكلَه الذِّئْب
كلّ شيء جميل
بِهذا النّثر العاشِق
امْرأة بِزَيِّ
عروسٍ
وفي شرْفَةٍ رُبّما
تُحَدّث بعْضَها
في
حِوارٍ ذاتي مَع
الغَيْب عن مأساة
الوَقْتِ و تنْتَظِر
الأنباء عنْ وطَنٍ
شذاهُ في كُلّ
رُكْنٍ مِنْها
يعبق
و يقولون أكلَه
الذِّئْبُ
في المجهولِ..
وتُناجيه في الغُرْبة
كوَجَعها الكوْني
الحزين في مهَبّ
الريح الكئيبَة
وتَحْت
المطَر حيْث تبْكيه
بدُموعٍ لمْ يأْلَفْ
مِثْلها (يَعْقوب)
يوْماً
أوْ كَذا حتّى
البَحْر
أو المطَر الغَزير..
كيْف لا .. وقَد
كان لها الحُلمُ
وعادَ مُجرّد بَقايا
رماد سَجائِر
..
كِتاب ذِكْرَيات
وبيْت
عنكبوت مهجور
ــــــــــــــــــــــ
6 ــ
حلْم البحْر
فلْتَعْلُ..
صرْخَتُه المكْتومَةُ.
هُوَ ذا شارِعاً
يَدَيْهِ في شَغَفٍ
هذا الطّيْلَسانُ
الفضِّي..
اَلنّسْرُ الْعاشِقُ
اَلقائِدُ الكَوْني.
يا سَماحاً..
غِناؤُكَ يَنْهَبُ
الأرْضَ..
مِثْل نُبوءَةٍ
! ؟
اَلْعَصافيرُ الْمَسْبِيّةُ
في أوْطانِها
تَكْسِرُ الطّوْقَ
..
تَدْخُلُ كُلّ
الحاناتِ تَفُكُّ
حِصارَ الْمَواسِمِ
والعِنَبَ الْمَشْنوق.
تَقولُ : الذُّرَةُ
..
مَوائِدُنا الْعَتيقَة
!
مَهْرَجاناتُ المدُنِ
البيضِ موْعِدُنا
والصباحُ ..
إفْريقِيٌّ تونسِي!..
حَيْثُ الشّمْسُ
تَحُلُّ ضفائِرَها..
لِلْمَراكِب العائِدَة!
اَلآن أُطِلُّ
مِنْ
مِنْ شَبابيكِ
الضّوْءِ والْمِياه
.
إذْ لعَلّ بغْدان
أو
دِمَشْقَ أو رُبّما..
مُرّاكشَ العُمْرُ.
فالحبّ المغْرِبيُّ
مُعْدٍ.
أُحِبُّ أنْ أعيشَ
في نشْوَةٍ ما..
كَسَجينٍ اِنْعَتَقَ
لِلتَّو !
كٌرومُ السّاحِل
الشّرْقِيِّ تحْلُمُ
بِشَراسَة المَدِّ..
فَهَلْ أُصَدِّقُ
! ؟
لأجْلِ النّوافيرِ..
يَذوب الْجَليدُ
لِأجْلِ النّوارِس
يَصْخبُ النّهْرُ
كَيْ تَبْتَسِمَ
الوُعولُ
التي يَهُمّها
الإبْحار.
طيري يا حَمامَة
هذا غَسَقِيَ الشّاسِعُ!..
لَمْ أعُدْ أهابُ
مَراياكِ الغَبِيّةَ
أيّتُها
الافْعى النّائِمة
..
نُجَيْماتُ الجَنوبِ
مَشاعِلي إلى نَزْوَةٍ
!
اِسْقِني رِماحَ
مَهاكِ بَرَدى
!..
و أنوّع في أُغْنِيَةٍ
فَجُرْحيَ أقْصى
الأرْضِ.
بَعيدٌ شلْوُكِ
عَدَنُ ؟
و امَآذِنَ القُدْس..
لكُنّ ما يسّقَطُ
مِن
أدْمُعٍ عَلى
..
كَنائِسِ بيْروت.
وأنتِ يا مصر..
فلا صَلاح
لِهذا القلْبِ
إلاّ
بِأهْراماتِك البَهِيّةِ
ونرْتادُ آفاقَ
ما
ما وراء الثّلْجِ
والبَحْر حيْثُ
مُدنٌ أعْرِفُها
بِكُحْلِها المُشْتَجرِ
بِنظَراتِها الغَنِجة
المَليئَةِ أفْراحاً..
وطَلْعَتِها اللّهْفى!
ـــــــــــــــــــــ
7 ــ
نَشيجٌ عرَبي
دخِّن..
أنْتَ ملِكُ الْبار
اِشْربْ ودخِّنْ!
ذاتَ الْيَمينِ
يُطَوِّحُ بِها
الْمَوْجُ
ذاتَ الشِّمالِ
وذات الزِّلْزالِ!
مُدْمِنٌ
أُغْنِيَةً أنا..
و نَشيجاً عرَبِيّاً.
أراها كَسَفينَةِ
خَمْرٍ تغْرَقُ!
لا تُلَوِّحُ لِمُنْقِذٍ
وعَيْنايَ غامَتا
مِنَ الْبُعْدِ,,
إذْ هِيَ الشِّتاءُ
و خَمّارَةُ ليْلٍ
قُرْبَ الْبَحْر..
أو قُلْ هذهِ
امْرأَةٌ خرْساءُ
لا تُشْبِهُ النِّساءَ.
وهِيَ لَها..
هِي لَها تِلْكَ
الاِبْتِسامَةُ
الشَّجِيّةُ
فِي أحْضانِ
قراصِنَةٍ بيضٍ
بِأرْجُلٍ خَشَبِيّة.
وآهٍ يا حُلمي
الْمُرّ..
هذهِ أُمّنا فِي
زينَتِها
بِأقْدامِها الْحافِيَةِ
و شَعْرِها الْمُهْمَلِ.
بيْني وبيْنها
حِوارُ الدّموع!
أمّنا كُلُّنا..
بالسُّكّرِ يا
لَيْلُ
والْمِسْكِ يرْتَجُّ
ورَكُها الْمَرْمَرِيّ!
و لكِنّها الذِّئابُ..
اَلضِّباعُ والأفاعي
فِي إهابِها تنْهَبُ.
لا غريب فيها
سِوايَ وكَلْبٌ
شَريدٌ لا يَنْبَحُ
وقُطّاعُ طُرُقٍ
يَعُدّونَ غَنائِمَهُمْ
بِها فِي كوخٍ
مهْجورٍ وأنا
لا أنامُ ..
أبُلّ ريقَها
بِأقْصى الشِّعْرِ..
هِيَ لا تُلَوِّحُ
لِمُنْقِذٍ ولا
ينْبَحُهُمْ كلْبُ؟
فأمْرُها كَما
يَشاءُ الظّلامُ!
مُدْمِن أُغْنِيَة
أنا
وما زِلْتُ
لَها عاشِقاً..
لَها اللّهُ يا
هذا
اَلأحْزابُ غَرابيبٌ
سودٌ عَلى
هامَتِها تنْعَبُ.
أتَرى يا وَجْدُ؟
أنا مُدْمِنُ أغْنِيَةٍ
مُهَرِّبُ أحْلامٍ!
وَحيداً كحَجَرٍ..
أتَدَحْرَجُ أبَداً
في المنافي..
وَهُمْ فِي ازْدِيادِ.
فَاسْقِنيها ياخَمّارُ
أنا أتَرَقّبُ
جِيّادَها الْوَحْشِيّة
أوْ خُذْنِي
لأِنامَ لَدَيْها
هِيَ
قَدَري وقَدَحي..
الشّمْسُ قُرْبَ
الْبَحْرِ والظلُّ!
كَفاك يا لَيْلُ..
أنا وإِيّاها فِي
كُوَّةِ حُزْنٍ.
وكَفاها يا رَبُّ
بَلاءً فَوَجَعُها
لا
يُعْشِبُ إلاّ
أوْجاعاً
وَحِنْطَتُها لِلْجَرادِ
وَجِراحُ جُرْحِها
الْمَنْكوءِ الّذي
يَجْهَشُ لا تُحْصى
أوْ تُحَدُّ وباتتْ
لا تَعْرِفُ
..
إلاّ هَمّاً وغَمّاً
ولا مَعْنىً أوْ
طَعْماً لِلرُّقادِ!
يناير 2011
ـــــــــــــــــــ
8 ــ
امْرَأةِ الشّعْر
لَمْ تَحْلُمْ..
بِيَ امْرَاةٌ
كَيْ
اُوَسِّعَها شِعْراً.
كَيْ أضعَ تاجاً
مِن جُمانٍ فَوْق
هامَتِها عِنَد
..
بِدايَة كُلِّ
لَيْل
أُشْعِلُ الشّموعَ
وأشْتَغِل وحْدي
كَفنّانٍ في غابَةِ
عَرائِها المهْمومِ
أُطَوِّقُ جيدَها
بِالفُلٍّ
وأغْمرُ فمها الظامِئَ
مِثْلَ وادٍ مُقْفِرٍ..
بِجَحيمِ القُبَلِ
ومنْقوعِ الياسَمينِ.
هكَذا أُطْلِقُ
بيْن
يَدَيْها حَمائِمَ
الإنْسانِ الّذي
فِيّ
نَرى فجْراً قادِماً
وننْتَقِمُ مَعاً
مِنْ
كُلِّ ما مَرّ
بِنا
مِن العَناءِ وما
رَأيْنا مِن
الاغْتِراب في
الزّمانِ والمَكان
أقولُ لَها: إنّ
معَ العُسْر يُسْراً
أُسِرُّ لَها أنّ
الحُرّيّة امْرَاةٌ
..
ولوْلاها لَما
كانَ الكَوْنُ
جَميلاً أو بِدونِها
كُنّا لا شَيْء.
وأجْلبُ لَها كُلّ
ما لَمْ تَسْتَطِعْ
علَيْه صَبْراً
أو..
حَتّى ما لَمْ
أسْتَطِعْهُ.
أفْرِشُ لَها
مَلاءَةً مِنْ..
حَريرِ الأنْدَلُسِ
وِسادةً حَشْوُها
ريشُ النّعامِ
وذلِك كَما
في الفَراديسِ.
هكَذا نَعيشُ..
أنا أُحَوّمُ فوْقَها
مِثْل نَسْرِ
الأعالي وهِيَ
تَحْتي شمْسٌ
أُخْرى لا تَغيبُ..
حطّتْ مَع
النّجومِ بِجُموحِها
عَلى السّهْلِ
ونَهْداها الطِّفْلانِ
أمامي حَمامَتانِ
أوْ حَملانِ يمْرَحانِ
حَيْثُ لا أحَد
يَعْرِفُ مَنْ
نَحْنُ
أوْ ما نَكونُ..
كَما حدَث لِيوسفَ
في البِئْر.
هْيَ فَرَسٌ
تَصْهَل في الرّيحِ
وأنا بَحرٌ أبَدِيُّ
المَوْجِ والوَجَعِ.
آهٍ لَو تحْلمُ
بِيَ امْرأةٌ جَميلةٌ
كَوَطَني حَتّى
أقْتُلَها شِعْراً..
أبْني لَها قصْراً
لِلْعِبادَةِ وآخَرَ
لِعَسَلِ
اللّوْعَةِ والَهَمْسِ
الحَلالِ الإيروسِيّ
وأنا في ضِيافَتِها
مَلِكٌ عابِرٌ أوْ
أوْ نَبِيٌّ مَطْرودٌ
مِنَ الفِرْدَوْسِ.
كيْف لا أحْلمُ
هكَذا يا لائِمي؟
وقَد ِبتُّ عَجوزاً
بِعيْنَيْن كَليلَتَيْنِ
عاشِقاً لَها
بِيَقين الشّاعِرِ
مُحطّم الجسَدِ
والرّوحِ كَجلْمودِ
صخْرٍ حطّه
السّيْلُ مِنْ
عَلِ.
أنا البحْر
الهادِر سادَتي
لَها فِيّ ..
تلاطُمُ الأمْواجِ
تَفاصيلُ امْرأةٍ
لا تُشْبِه النِّساءَ
تمْشي الهُوَيْنى
في قَصائِدي..
ولكِنّها بَعيدة
لأنّها فِي كُلّ
الوُجودِ حيْثُ
تُكابِدُ عَذاباتِ
أحْلامِيَ العَسيرَة
همّها المحْزونَ
و آلامَ المخاضِ
ويْحَكِ يا امْرأة..
يكْتبُكِ النّبْضُ
حرْفاً آسِراً.
وأُكَلِّمُكِ
..
عُواءً ومُناجاة.
لوْلاكِ ما كُنْتُ
أتغَزّلُ في
الكَون وأشْهَدُ
أنّ الدّينَ لَكِ..
الحَمْدَ لِله
والحُبّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لِنهْدِكِ والوَطن
دراسة
الوعي الإنساني
في تجربة شعرية
للشاعر محمد الزهراوي
أبو نوفل
بقلم الأستاذ العربي
بن جلون / 1997
ينزل المطر الشعري
ليحيي الأرض البكر. ليجعل الآلي إنسانا حقيقيا ، ذا شعور إنساني ينبض بالصفاء ، يفنى
في الآني والآتي ، في الأنا والآخر ، لأن الشعر في البداية والنهاية ، الوعي الذاتي
الوليد للإنسان ، ليس كفرد منكفئ ، على ذاته ، بل كعنصر من العناصر البشرية المشتركة،
المنخرطة في عالم حي من الإحساسات الإنسانية .
لقد كثر الشعراء
وقل الشعر !.. نادراً ما يشدنا نص شعري إلى
فساحة فضاءاته
، نادرا ما يأسر فينا الرؤية ، المخيلة ، ليخترق الحدود الجغرافية ، ليسافر بنا إلى
الأعماق والأغوار المنسية ..
في هذا الزمن الكسيح
، في هذا الكون الفسيح ، نادراً ما نعثر على نص شعري يوقظ الأشياء التالفة يشعل الحرائق
في الجاهزي ،
يخلخل الرتابة
، السكونية ، يعري الطحالب يكسر الصمت .. نحن
نرنو إلى هذا اللون
الشعري ، الذي ينثال شرارات من الدهاليز
والسراديب المعتمة
في نفسية الشاعر !
إذا كان النص الشعري
الحقيقي ، كما يحدد أدونيس ، ذا مستويات غنية من الإيماءات والإيحاءات ، فإنني أعي
أن مقاربة لتجربة الزهراوي أبي نوفل غير كاملة ، شاملة ، في حاجة ماسة إلى إضاءات تشريحية
على محك تلك (الشبكة) !
الملمح الأول في
هذه الشبكة ، أن قصائد الشاعر محمد الزهراوي أبي نوفل (موضوعية)
.بالمفهوم (البارتي)
... أي أن اللغة الشعرية تهرس العلاقة اللسانية الطبيعية ...فما من قارئ يحدد دلالاتها
بدقة ، أو يرجعها إلى قاموس مفرداتي بعينه ..
هي طليقة تنضد
اللفظ الشعري لتنسج موضوعة مطلقة ، لا تسيجها حدود ، فيلفي القارئ
نفسه ، في عالم
ثري من الصور والرموز الإشارية ، الإيحائية .
لا يعني هذا الحكم
البدئي ، أن هذه اللغة مقطوعة الجذور ، تحدث قطيعة فكرية ، فنية ،
مع التواصل الطبيعي
التلقائي ، أو تحفر شرخا عميقاً ، بفصلها عن اللغة الأم ، بل إن هناك حبلا سريا يلحمها
بالمرئي واللامرئي ، بالحسي والخفي ، بالكائن والمتخيل .. لغة لها حضورها الزمني ،
ماضيا ، حاضرا ، مستقبلا ...
تفصح عن الخارجي
، كما تفصح عن الداخلي ، تنير للشاعر عالمه الجواني ، كم تنير له الواقع البراني !
لعل نص "الكتبية"
أنموذج أول ، لذلك التفاعل بين الشاعر والواقع ، على المستوى اللفظي ، الرؤيوي ، التخيلي
فالكتبية كمعلمة تاريخية ، تغدو دلالة ترميزية لإرادة الشاعر الفردية
التي هي قبس من
الإرادة الجماعية .. دلالة الوجود ، الكينونة ، الديمومة ، تحدي هجانة
الواقع الموبوء
:
رغم الحزن ..
تبدو شامخة في
عزها الموحدي
عصية الدمع
تمضغ مرثية الموال
تتوغل في عمق
تعاليها كالبياض
الملمح الثاني
أن الشاعر يرسم الغد ، يلونه بذاته الغنائية ، يشحنه بتجربته الحياتية
الطويلة . لكن
الماضي ، من جهة ثانية يحضر كتضاريس جلية ، كشاهد تاريخي
حي . لأنه كما
يقول هرقليط : "لا تنزل النهر الواحد مرتين ، فالماء الجديد يجري من حولك دائما"
في هذا الأفق ، نلحظ أن الزهاوي أبا نوفل يفترش أرضية تارخية مشرئبة إلى الغد : :
غرناطة تقسو
على عنقود شرفتها
،
ليكتمل النبض
لا تسألي عن أصلي
ولا داعي للترجمان
أنا الما ء يا
أخت مريم
من أحفاد ذي يزن
جئت أصب في نهاراتك
من الأرق إليك
..
لنسكر في قصيدتنا
ونغوص في غسق الحنبل
في نص "الغريب"
يرنو أبو نوفل إلى مدينة فاضلة ، لم تبرز إلى الوجود ، تستقر في ذاكرته كأنها قرطبته
الجميلة :
وها أنا في
حضن المسافات
أخوض حزنا ،
نحو أندلس جاءها
الغيث
إلى مدينة على
هيأة أنثى فاتنة
الروح
أبراجها تغفو في
ذاكرتي
اسمها ياسادتي
قرطبة
إن الحقول الدلالية
التي تؤثثها الرموز التاريخية ( أندلس ، قرطبة ، غرناطة ، طروادة الروم ، الفرس ، البراق
، بلقيس ، سليمان ، بلال ، داوود ، ذو يزن .....)
لا تشكل أبعادا
إشارية عادية ، بل بنيات تعبيرية في علاقات مع الواقع ، تحيلنا على شخصياته الفاعلة
في حياتنا العربية . الشاعر إذ يستغل هذه الدلالات اللفظية ، فإنه يقرن الحاضر بالرصيد
الثقافي الجمعي ، ليرسم الرؤية ، ليكسر قسرية اللحظة ، ليعتصر الأزمنة . .
الملمح الثالث
أن هذا الشعر ، يجسد صوت التحول الذاتي ، إحساساً نبيلا بالتفاؤل ، تطلعا إلى آفاق
غادية باسمة :
آت يوم قيامتي
..
آت !!
ومهما تطاول الليل
..
مهما تأخر الصبح
سوف أسرج ..
فرس الشهامة
فرس القيامة العربية
،،، وأعود .
و لـ (أم الحجارة)
الثكلى، ينبجس نور ينسجه الشاعر :
سهوا أناديك
آناء الليل..
وفوق ما ..
وسعت ضلوعي أحبك
لا تقولي تخليت
آت .. أنا والذين
معي
نستأنف ذكري..
غير أن هذا الصوت
، لا يفتأ أن يفصح عن تلك الحفر، الأخاديد العميغة ، العالقة بين تحرقاته ، تشوفاته
، وحبيبته فلسطين ، فتقمص النص الشكل الفعلي لصراعه مع عناصر
الظلامية ، القهر
.. لأن الشعر في كل حقبة من حقبه التاريخية ، يجسد ذلك الصراعي القائم بين الإنسان
والواقع :
ما أقسى أن يحول
بيني وبينك الثلج
،
وهذه الساعة النحيسة
يبدو من هذا المسح
القصير ، أن الشاعر يشيد النص من دلالات لاعقلانية ، غير متماثلة والدلالات الكامنة
في الواقع ، مثلا (الثلج) يفقد إمكاناته االمادية ، ليستجيل دلالاة طافحة بالإيحاء
، هذا ما يعنيه (شلير) : الشعر شيء لا يخضع لقوى العقل النشيطة أي أن الشعر يكتنز الرمزية
الداخلية ، العاكسة لـ ا(للا وعي) .
القاموس المفرداتي
للشاعر الزهراوي أبي نوفل ، يرشح صورا لا عقلانية فلو سبرنا نصوصه الشعرية ، لعثرنا
على تقابلات من ثنائيات ضدية ، تنقل هذه الصور الدلالية من (الرؤية) إلى (الرؤيا) ،
من الواقع إلى الحلم
أ ـ الماء ، الغيث
، المطر ، الرذاذ ، النهر ، البحر ، النبع ، النبيذ
، الندى ، ، تقابل
: القيظ ، الصهد ، الهجير ، النار ، الحريق ، الجوع ، الظمأ ، السعير..
ب ـ الصبح ، الشمس
، النهار ، الظل ، الدفء ، الفجر ، النجم ،الضوء ، القمر ، الصحو ، قوس قزح ، .. تقابل
: الجليد ، الثلج ، البرد ، الريح ، الضباب ، الرماد ، العاصفة ، الغبار ، الليل ،
...
ج ـ نورس ، الحب
، فرس الشهامة ، الأتان ، الأيل ، الهدهد ، الحمام ، ، تقابل : الذئاب ، طيور الرعب
، ابن آوى ، التنين ، الثعابين ، غربان النفط ، النسور ...
د ـ الورد ، الزهر
، السوسن ، البنفسج ، الأقحوان ، التفاج ، البرتقال ، الكمثرى ، الرمان ، العنب ، الخوخ
، البلج ، السفرجل .. تقابل : الصنوبر ، العوسج البري ....
هذه البصمات المورفولوجية
الملتحمة بالعالم النباتي ، الحيواني في الأرضية العربية ...هذه البصمات الفزيوغرافية
المؤثثة للفضاء العربي ، ينتقيها الشاعر من حقلها (الرؤيوي) ليحيلها إلى الرؤيا ، إلى
الحقل الذهني ـ التخيلي ..لا يسبكها في مفهومها المعجمي ، بل في علاقتها الصميمية بين
مدلول اول (حسي) ومدلول ثان (مجرد) . هي سمة ملازمة لشعر م . الزهراوي أبي نوفل ، لأنه
كسائر الشعراء ، يهفو إلى ترسيخ حالات ، فضاءات كامنة
في ذاتيته ، نفسيته
، الحياة ـ كمثال ـ غير قائمة لولا الماء .. هذه الحقيقة بديهية ، لكن الماء في النص
الشعري ، يصير بطلا من سلالة ذي يزن ، ينبجس من الماضي ، ليقلص المسافات الزمنية ،
بين الذوات ، الأنوات المحيطة : :
أنا الماء يا أخت
مريم
من أحفاد ذي يزن
..
جئت أصب في نهاراتك
من الأرق إليك
..
هذه فيروز تناشد
الماء أن يحيي في الإنسان المهزوم طموحاته ليقهر الموت ، الخراب ، الانكسار :
عاشقة صاغها
الضوء من عسل
أتت من عاصفة
..
توقف المبحرين
في الفاجعة ..
تنهيدة سريالية
شق
الأمر عليها
..
تهيب بالنهر أن
يتجمع
لنخرج قسرأ من
قافلة الموت
..نتجمع
ظلا في هذا الصهد
في هذا الأفق الرؤيوي
، نلفي الأزمنة في حركية الإبداع ، متفاعلة ، متلاحمة ، يرفد كل منها الآخر ، الماقبل
أو المابعد ، والشخصية المبدعة ، كالشاعر مثلا ، ذات منظور شمولي ، تستحضر الأزمنة
كلها في نتاجاتها ، تمزجها لتنتج صورا . ألم يقل (إليوت) :
الزمن الحاضر والزمن
الماضي ..
حاضران كلاهما
، ربما في الزمن الآتي..
والزمن الآتي يحتويه
الزمن الماضي..
ألزمن كله حاضر
أبدا ..!
نخلص من هذه المقاربة
إلى ملمحين آخرين :
ـ تشكل شفافية
الصور العمود الفقري لغالبية النصوص الشعرية ، يل الخلايا التي تثري أنسقتها الفنية
، أنسجتها الفكرية . في الشعر ، تغدو هذه الصور تشكيلا لدلالات حياتية ، ليس على المستوي
التخيلي فقط ، إنما على المستوى القاموسي كذلك . لأن اللغة بتوظيفها هذه الصور ، تفقد
بعدها المعجمي ، للإمساك بالدلالات الخفية الماسة للمرئيات ، الملونة لذاتية ، نفسية
الشاعر ، حالة الواقع . هذا يحفز بنا إلى أن نقر دون أدنى تحفظ ، أن قصائد
الزهراوي أبي نوفل
، ذات ثنائية مركزية : الذاتية ـ الغيرية .
في (الغريب) يرحل
الشاعر ـ الرمز للأنا ، للأنت ، للنحن ـ ..عن المرارة ـ الأرض .. لم يتحمل الحصار،
أو يستكين لإغراءاتها فرحل نحو الأبعد ، عبر مفازاته النفسية ، وإن كان الرحيل ، في
النص ، ماديا بحتا :
ها أنا أبتعد
..
والمنازل مثل الظل
تمحى
وسروة الدار عن
عيني تغيب
تقول زرنا ثانية
أيها الفتى
من أجل شهادة الميلاد
أو رؤية أحباب
..
ما ودّعوك أيها
الولد
وأرخيت عنان جوادي
مبتعدا..
أ قطع مفازة امرأة
،،
تنفث القيظ ..
وعواء ذئاب .
تفضي بنا هذه النقطة
إلى الإحساس الإنساني للشاعر ، يقول إيلوار : على الشاعر أن يفتح طريقا فسيحا لتمجيد
الإنسان .شعر الزهراوي أبي نوفل إنساني ينغمس في الهم العربي أولا ، ثم الهم الإنساني
ثانيا ، لا يشهد العالم حدثا جسيما دون أن يقول فيه الشاعر م . الزهراوي أبو نوفل شعرا
.. فهذه (بيروت) القادمة من خراب الرماد ، (سليمان خاطر) الذي أطلق عله النار ابن آوى
... (بلال) الطفل الفلسطيني الحالم بنجمة الصبح ... الحالم بنجمة الصبح .. الشهيدان
حسين مروة ، خليل الوزير(أبو جهاد) ..ناجي العلي ، سلفادور دالي ، لوكا ، شارنوفيل
، أمل دنقل ....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : تضاريس
الكتابة
قراءة في الأدب
المعربي
العربي بن جلون
/ 1997
تجليات الإسلوب الخاص ...
تجليات الإسلوب الخاص ...
عند الشاعر محمد
الزهراوي:
******************
تشرفت حديثا بالتعرف
على شخص الشاعر المغربي محمد الزهراوي أبو نوفل ,ولكن الذي عرفني به هو (البهلول)!.قصيدته
الرصينة الرائعة ,كأول بادرة نفيسة لهذا التعارف ..
نعم ..إن النص
الشعري الموسوم بهذا الإسم العميق الدلالات للأستاذ الزهراوي هو مادة حوارنا في هذه
المتابعة العاجله..
إن اول خاطر تنظيري
حضر الى ذهني كان بصيغة سؤال :ترى ما الذي دفع بن سلام في طبقاته لترشيح شعراء الطبقة
الاولى وعلى اية اسس كان هذا الاختيار ,فهو ونحن معه في الغالب لا نبحث عن العثرات
وإنما نبحث عن الحسنات لغلبتها المطلقه ,فمنذ الوهلة الأولى تتكشف للمتلقي المتفرس
رفعة اعمالهم الابداعيه..وأول وأهم حسنات بهلول الزهراوي في تصوري هي الخصوصية الواضحة
الملامح..
هذا يذكرنا من
ناحية أخرى بمقولة الكونت لويس لوكلير( دي بفون)الشهيرة:(الأسلوب هو الإنسان..او كما
يشاع ..(هو الرجل)..
غاية القول إن
اسلوبية الاستاذ محمد الزهراوي كانت بالغة التجلي الى حدود الفرادة كطريقة في التعبير
او طريقة في التفكير..
اليست (اللغة وعاء
الذات),كما يقول هيدجر?..
تجليات الاسلوب
الخاص عند الشاعر :
************************
1-إن ذات الزهراوي
في هذا القصيد الجرئ على كل الأصعدة قد اختارت (قناعا تاريخيا) قوي المغزى مرن الإستجابات
كبنية حمل واسعة لمحمول واسع النطاق هو الآخر, لأنها -وأعني ذات الشاعر-كانت في الحقيقة
ضميرا جمعيا لهموم وارادات ومطامح شعب كامل..
واللافت للنظر
أن ذكاء وخبرة شاعرنا الكبير قد جعلاه يكتفي بوجه واحد من أوجه البهلول العباسي المتعددة
وأعني به الوجه الأكثر جدية وعمقا ,حد الإستعداد النفسي المبركن بالروح الفدائية التي
تسلك الى اهدافها اسلوبية الإيحاء والتلميح والترميز ايضا..مع أننا تلمسنا في أكثر
من موضع أن هذا القناع الرائع يضيق احيانا بطاقة الشاعر الباسلة فيمزقه من هنا او من
هناك من أجل أن يرفع لافتات التصريح بدلا عن التلميح ,بقصدية واضحة وباهره..
2-عمل شاعرنا في
هذا النص وفق منهجية شديدة الصعوبة تطبيقيا ..ومنشأ الصعوبة يكمن في كونه جمع بين البراءة
والنضج ..الوعي واللاوعي ..الرغبات والاهداف ..الاحاسيس الخاصة والمشاعر العامة ,كلها
جميعا في إطار واحد..
فلقد راينا لطبقات
الرغبة المختزنة في اللاوعي العميق تجلياتها الواضحه ,هذه الطبقات ذاتها التي تحدث
عنها (لاكان) ,انما وفق طريقة استنطاقية ثاقبة وعميقة الخبرات..
فبين ان نعي ونفهم
ماذا تعنيه السوريالية فنلجأ الى ترك الحبل على الغارب بوساطة (التداعي الحر) الذي
نظر له أندريه بريتون بما يطلق العنان لمفردات الدخيلة بالإنثيال غير الهادف..وبين
أن تختمرلدينا ذات المنهجية بحيث تتحول الى وعي معمق دفين وحركي معا ,بحيث يمكننا استبطان
واستنطاق كنوز العقل الباطن الحيوية التي يمكن لنا توظيفها في سياق الإطروحة الناضجة
من دون ان تتفلت منا الى ما لا نرغب..هذا المسلك بالتحديد يحتاج الى جانبين مهمين جدا
والا فسيخرج من ايدينا بكل تأكيد :
الاول:الثقافة
العالية والافق الواسع والخبرة الراسخه..
الثاني: الشجاعة
الادبية والنفسية حد المصداقية الباسله..
وهذا ما عمل عليه
شاعرنا الزهراوي بنجاح كبير..فقد استوعب عميقا مضمون ما تحدث عنه الشاعر والروائي الفرنسي
البارع فيكتور هوغو حيث عبر عن مثل هذه المنهجية واصفا اياها ب(الصعود الشاق لزقاق
الالهام الوعر)..
وهو عندنا اصلا
كان دعوة اشراقية عرفانية جذرها (حسن الإصغاء لصوت الذات )..كونها مكمن الرؤى وبوابة
المعرفة..ومكمن الرغبات والمخزونات الخبيئة أيضا..
3- الزهراوي والايقاع
الشعري المدهش :
----------------------------------------
في الواقع ..نحن
هنا بحاجة ماسة جدا الى هذا اللون من الأداء الشعري الإيقاعي النمودجي ..هذا فضلا عن
شرف موضوعته العالية المقام..والتي كان يمكن الشغل عليها مطولا لأهميتها هي الأخرى
,ولكننا اكتفينا بما قدمناه آنفا للتركيز محوريا على اسلوبيته وخصوصيته ,كما وأننا
بحاجة فعلا الى التركيز على مادة تتعلق ب (موسيقى الشعر),الموزعة عنده على موسيقى المقاصير,بل
حتى موسيقى الانتقال بين العبارات و العلائق الموسيقية بين المفردات ذاتها....
من هنا نقول:
انت معلم أصيل
أخي أ.محمد الزهراوي أبو نوفل..معلم تملك ناصية البناء الثلاثي المتحد:
1-فكرة النص..
2-موسيقى النص..
3-التعاقب البنيوي
المتناسل ...
اذ لم الحظ على
الاطلاق فجوة في واحد من عناصر هذه الثلاثية المكينه..
الذي يغلب على
الظن ,أن سر هذا الأداء المبدع يكمن في أربعة جوانب بالغة الأهمية لكل شاعر في الوجود:
أ-مستوى الموهبة
..
ب-مستوى الملكة
والخبرة..
ج- مستوى رهافة
الإذن الموسيقيه..
د-مستوى المصداقية
المعبرة عن إيمان الشاعر بما يقول ,وآنحيازه غير المفبرك الى موضوعته ومحور إطروحته..
هنا لايوجد عند
الزهراوي اي نوع من انواع التقمص..بل كان هو الحلول الكامل كونه صاحب قضيه..فالقضية
قضيته وهو لا يعبر الا عن مشعره الحقيقي الدفين..
ولكن ما افاض بهذا
الكم من الشعرية على النص الى جانب المصداقية هو حسن البناء وتوالدات الحدث الشعري
المتصاعدة بحرفنة فطينة الى مسك الختام..
كما وأن الذي اضفى
بهذه السلاسة والدفق الحيوي هنا هو ما اشرنا اليه من الجدل الموسيقي الذي ظفر النص
بظفيرة واحدة من المطلع فالمقطع فالختام..
إنه تحديدا إحسان
الخيارت المناسبة للأداة التعبيرية بما يجعلها سلسالا ايقاعيا واحدا..
ولاريب أننا بإزاء
عاملين خطيربن زلقين هنا لا يجيد التعاطي معهما الا من اتقن حرفته في جانب ,وتخلص من
مخالب صنعتها في جانب آخر..
*وإتقان الحرفة
بمعنى الإشتمال على كل تفاصيلها ..
*والخلاص من مخالب
صنعتها ,بمعنى الإبتعاد عن التكلف والتعسف والتقعيب والتقعير وأية حاجة لآستحضار مفردات
الحرفة بمايجعلها مقصودة ناشزه..
هذا يعني أن الحرفيات
جميعا والدفق الموسيقي بتفاصيله جميعا..قد اصبح كما اسلفنا(ملكة)تلقائية الإسهام ,دينامية
الحضور..
ان ظاهرة الشعر
الايقاعي الدفين او(الموسيقي الدافق) لهي ظاهرة بالغة الندرة صعبة المراس..ومن تصور
انها في متناول يد من هب ودب فهو واهم كبير..ذلك لأنها تعتمد -كما كررنا لأكثر من مره
-جرس الكلمات..ثم إجادة الربط الجدلي التلقائي بين أجراس جميع مفردات النص في (معزوفة
هادئة واحده)..وهذا ما ركزنا عليه في قصيدة نادرة هي الاخرى للأديبة التونسية ندى الادب(نائله
طاهر)قبل فترة وجيزه..
وها نحن نشعر بالسرور
حقا فكل ما ذكرناه آنفا من مطالبات عالية كانت قد تحققت بإقتدار واضح التجليات في قصيدة
(البهلول) بكل جداره..
اخي الشاعر الزهراوي
المبدع.هذا اعجابي..وخالص تقديري..والسلام.
-----------------------
----------------------------------------------------
نص قصيدة الشاعر
الزهراوي ------------------------
البهلول
كنت آت ..
ومعي طلائع
شمس تولد !
وأطفأ في طريقي
النجوم الليل
..
حرض لصوص الغابة
وقراصنة البحر
علي .
لأني مِن أول مَن
خوضوا في المحيط
اقلقوا سكون
الماء الفاسد ورشقوا
الظلام علانية
!
يومها صاحت الخفافيش
خرجت عن ..
صمتها المعهود
:
(أمسكوا بهم
..
هؤلاء أتبع يوحنا)
!
ولم أكن ..
غير بهلول !
غير مواطن في
زمان هرم ..!
أقلقني الضوء وأعماني
ليل الآخرين وأنا
أركب صعاب الأسئلة
أطرق آفاقا مقفلة
..
في صحراء الجليد
أجرجر رجليّ
..
في شوارع أهلي
أحاذر كلاب ..
إلـه المدينة
!
أنوء بالقهر وبي
قلق عن مصدر النبع
عن غابة ..
نامت ولم تصح
.
عن النهر جفّ
ولم يعد يجري
..
عن طين الشرق
مات ..جفّ فيه
الغناء ويبس العود
.
وعذاراه تهن
..
يبحثن عن الأبطال
وبلقيس مهجورة
..
تنتظر الشهامة
!
تنتظر الفداء والجود
لمحو العار ..
وأحزان الديار
!
تسأل : متى ..
يا فدائي تعود
؟
ومن البعيد ..
البعيد يهتف صوت
:
آت يوم قيامتي
..
آت ! ! ومهما
تطاول الليل
..
مهما تأخر الصبح
سوف أسرج ..
فرس الشهامة
فرس قيامتي
وأعود ؟ !
محمد الزهراوي
أبو نوفل
عن أنوال الثقافي
زمان سنوات الرصاص
في المغرب
بقلم :
غازي أحمد أبو
طبيح
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق