الثلاثاء، 11 أبريل 2017

رأي فني مكثف في لغة نص مرشدة جاويش : بقلم الاستاذ باسم عبد الكريم الفضلي // العراق

رأي فني مكثف في لغة نص مرشدة جاويش :
من يقدر 
أن يتجاوز حلما"
عاشره في اليقظة 
أوفي النوم؟
أنت تحاصر سرا" نفسك 
بين القوت وبين الجنس
وبين الموت
كم تشرد في أجمل هيئات 
إلاهات المتعة حتى
يضنيك العقل
وتخطفك اللحظة
نحو حواف الهذيان؟
أي صلاة 
ستجوب الآن وأنت 
يحركك الظل
الى أشباح غوايات الافناء
حتما ستصاب بنسيان الوجه الوهمي
لايقاعك ..ثم تعود لوسوسة أخرى
تسقط فيها
بين غياب الوردة 
ونزيف الشيطان
ياهذا الساكن في العزلة
والمتوحد مع أطيافك
قم من غيبوبتك الآن 
تنكب شجر الارهاف
تحسس رأسك
ثم اقطع بالسيف 
حرير سرابك
قم وابدأ أغنية
تخرج من أشتات حواسك
تخرج من موسيقى الفاجع
في القلب إلى أوردة الغيم
ستمسك بعدئذ
بنواصي النور
وأرواح الشطآن
لجهة النار المعشوقة 
في النرجس والانسان
أعجبنيعرض مزيد من التفاعلاتتعلي
بدايةً اود التنويه الى انني من دعاة التحرر من سطوة المصطلح الغربي في موضوعة ( الدراسات التحليلية للنصوص ) ، فأنا اشتقاقاتي و( منحوتاتي ) اللغوية البديلة الخاصة ، فليعذرني ( نقاد 5 نجوم ) ممن لايجدون لهم ( شخصية قرائية / تفكي ـ تركيبة ) تحقق لهم أصالة التعاطي مع منجزنا الادبي الابداعي فيلجأوا لتشريحه وتأويليه وتققيمه ، بمباضع وادوات قراءة وفهم ( كرادلتهم و اباطرتهم) الغربيين ، نسخاًَ لااستلهاماً ، وتقليداً لا تلاقحاً ، مؤلهين متعبدين إياهم ، في محراب التبعية العمياء لهم ، لسطحية وعيهم ، وخواء ثقافتهم ... اكرر ليعذرني اولئك الديناصورات القشية الجوف ، عن الغائي كل اعتبارلهم في ما سأعرضه من رأي بطريقتي القرائية ـ التحليلية، الخاصة 
تكامل لدي جواب جازم بعد انتهائي من قراءة رابع نص للشاعرة ، حيث شد نصها الاول انتباهي ( لانني صاحب قياسات ومفاهيم قرائية قاسية قلما يثير اهتمامي نص ) ، ومع نصها الثاني تولدت بواكير ذلك سؤال ، تكامل مع النص الثالث ، هو : من يخضع الآخر لسلطانه ، الشاعر تخضع اللغة، ام اللغة تخضع الشاعرة ؟ وكان الجواب : 
الشاعرة هي صاحبة السلطة على اللغة ومخضعة اياها لسطان مقاصدها ومعانيها 
ولكي ابين الاسباب الموضوعية التي جعلتني اجيب عن سؤالي المذكور بهذه الاجابة ، اخترت نص اعلاه للشاعرة باعتباره اخر قرأته لها .
سأتوقف اولاً عند كلمة / بتجاوز في قولها:
(( من يقدر 
ان يتجاوز حلماً ))
و كلمة / عاشره في :
(( عاشره في اليقطة ))
فأقول : التجاوُز مصدر فعلٍ يعني التخطّي و الابتعاد المكاني عن شيء ما ، له استقلاليته الوجودية ، مادياً او حسياً ، عنا ( اي ان مفردة التجاوز ، ذات اشارتين الاولى : لها دلالة مادية للشيء المتجاوز عنه ، والثانية ذات دلالة حسية ) فلماذا هذا الاختيار، من قبلها، لمثل هذه الدالة ( المفردة ) المزدوجة الدلالتين ، وهي قد حددت الكُنه والطبيعة الحسية لذلك الشيء المتجاوَزِ عنه ( اي الحلم) ؟؟، علم المعاني ومعاجمه ، يخبراننا ان هناك مفردات اخرى، اكثر تدليلاً وانساجما ، مع تخطي ( وهو معنى تجاوز ) الشيء الحسي ، ومن تلك المفردات مثلاً ( تناسى ) ، فتكون العبارة : أن يتناسى حلماً ، ويعاضد الغة في هذا الاعتراض ، علم البيان بمعياره البلاغي ( مجانسة المفردة للمعنى ) ، بمعنى ان اللغة تريد هنا ، إخضاع الشاعرة لسلطان احكامها ، وتُقدِّمُ بحججها الموجباتِ لذلك الإخضاع ، من بطون ادبيات مراجعها المنهجية ، المُسَلَّم معرفياً بموثوقيتها . لكن الشاعرة تنبري بعنفوان ادواتها الخطابية ، لتسخر من هذه الاحتجاجية الماقبلية التقرير ، لتؤكد انها ( قصدتْ ) التدليل بهذه المفردة ، على مادية الحلم ( هنا وضعت معجمها اللغوي الخاص بلغتها الشعرية مقابل تلك المعجمية اللغوية ) ، فهي اختزلت بمفردة / حلماً ( و الحلم أثرٌ غير مجسد واقعيا كأي وهم غير مرءٍ بالعين ) ، الوجود الحي الملموس مادياً للمحلوم به ( الحبيب الحاضر/ الغائب ) ، و جاءت للتدليل على واقعية وجوده ، بالفعل ( عاشره ) فهو فعل يعني الملازمة المستمرة والديمومة التعايشية بين اثنين او اكثر ، فالمعاشرة لاتكون الا مع آخر له كيان محدد تتعرفه الحواس ( اي له شكل معرّف الابعاد والقياسات ، كالطول والعرض والحجم ..الخ ) ، اما تعزيز شاعرتنا لواقعية فعل المعاشرة ،بقولها ( في اليقظة ) / مكافيء حضور الوعي ، فهو لتأكيد تعاطيها الانفعالي مع المحلوم به ( الحاضر مكانياً ) لا الحلم ، فلامعاشرة وقت النوم ( وقت انفصال المتعاشرين عن بعضهم )، فهو وقت توقف / تعطل ، ادوات الاتصال الارادية بينهم ( السمع / البصر / النطق ، / اللمس / الاشارات المتعددة المرسلات ، وغيرها ) ، عن القيام بوظيفتها بإدامة المعاشرة ، هذه المعاشرة التي بلغت هذا المبلغ من دوام اثرها النفسي / العاطفي ، في روع الشاعرة ، و استمرارية رسوخها ( كحقيقة ملموسة ) في وعيها ، لن تتقطع او يلفها الوهن ، ان ابتعد عنها المحلوم به جسدياً ، لأنه حينها سيظل محافظاً على ديمومة معاشرته اياها ( في النوم / مكافيء غياب الوعي ) ، فهو مقيم في اعماق لاشعورها ، وبهذا الفهم لمطلع النص نستطيع اعادة انتاجه كما يلي :
( من يقدر 
ان يتجاوز حبيبا
عاشره في اليقطة .
او في النوم ؟ )
وتتأكد قدرة الشاعرة على اخضاع اللغة ، لمشيئة مقاصدها ايضاً ، في العديد من صياغاتها العباراتية ، وتشكيلاتها الصورية ، لخلق مرسلات واشارات دلالية ، تناسب معانيها ، وتجسد ملامح مراميها القصدية ، وتُبرِّز جمالياتِ اختزالاتها ، و ترسم غائية رمزيتها ، 
ومن هذه الصياغات والتراكيب اللغوية 
غياب الورد / نزيف الشيطان / حرير سرابك ،/ اوردة الغيم / نواصي النور / النار المعشوقة في النرجس
و سيكون بمقدورنا اعادة انتتاج النص بالكامل ، باعتمادنا هذه الآلية القرائية ، في تفكيك شيفرات النص ، وتحديد مديات انزياحاته اللغوية ، 
مع الاعتزاز الكبير بالمبدعة الكبيرة مرشدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق