الجمعة، 25 مارس 2016

أنشطارات / الاديب الكبيرعبد الجبار الفياض / العراق

انشطارات
مَزّقَ أحشاءَ خوفِه
يصحبُ موْتاً
يشاطرُهُ أنفاسَه 
إستعباداً 
لا حُبّاً . . .
يحملُ صخرتَه 
يتسلقُ جبلاً في داخلِه المُتوَرِّم . . .
. . . . . 
بداياتٌ 
تجرُّهُ بقماطهِ الموشومِ برموز الطّين 
أرواحاً 
تتدلى عشقاً لشقوقِ الأرض . . .
نهاياتٌ
عاشَها 
في سرّتِهِ 
يُخبّئ سرّاً . . .
يُمسكُهُ بعينيْه 
لا يرى بغيرِه
إنَّهم يسرقون النّور!
. . . . . 
شئٌ لا يعرفُهُ
رُبَما يعرفُهُ 
لو رآه . . .
ولو . . .
حارَ أينَ يضعُهُ 
أوصى أنْ يُدفن بلعنةِ صمتِه . . .
. . . . .
وفارَ الجَليد !
الأبوابُ مُغلقَة
لكنَّ العشقَ لا يغلقُ أبوابَهُ أبداً !
بين وجههِ 
وقفاه 
تشطرُهُ ومضة . . .
هل كانَ سمُّ الأفعى نبيذاً 
ممنوعاً 
بقطوفٍ تملأُ كفَّ الخوْف ؟
هّمَّ 
هَمَّتْ 
لولا البُرهان !
. . . . .
ثوبٌ 
تبقّعَ بدمِ حَمَل . . .
إنّهُ
ينكأُ جُرحاً 
يخجلُ من عورةِ قدرِهِ 
يسترُها بعماه 
مُحتذياً تاجَ أبيه . . .
أيْ ترسياسْ 
أيُّ فراشٍ ارتجفتْ تحتَهُ رغباتٌ عارية 
عمياء ؟
أخفتْ ثمارَها إلاّ من عيني 
وعيونُ الظّلامِ ليستْ مستديرة . . .
إيهٍ 
أنتيكونا . . .
أوتبحثينَ عن قبرٍ
يواري سوءةَ أبيك ؟
أنا وحدُهُ الذي يرى الكوْنَ كلَّهُ قبراً
وأُحسُّهُ شقَّاً في ظهرِ نواة !!
. . . . . 
عائمٌ في لُجّةِ شك . . .
بطانةٌ 
على حافاتِ حدثٍ مُنكسر
تقرضُ أهدابَها صورٌ مقلوبة براحةِ يدِه 
عسى خيوطُ دوامتِه 
تشنقُ وساوسَهُ
( أكونُ أو لا أكون ) . . .
نقطةٌ سوداء
بقعٌ حمراء
أصابعُ ملوثةٌ بعُهرِ ثيابٍ ملكية
لوحةٌ
تندلقُ بأرواحٍ منخنقة . . .
يبتلعُ هاملتْ صرختَهُ موتاً . . .
. . . . .
يُعيدُ كُلَّ شئ 
يُفكّر سملَ عينيْه
أصبحتا نافذتينِ تغصّانِ بألوانٍ قاتمة 
وجوهٍ فاقعٍ صَلفُها 
تُتْقـنُ الدّورانَ لكُلِّ الجهات . . .
دُمى بلا أسماء
تُرابٌ 
يلهو بحروفِ الموْت . . .
النّكراتُ
يخلّدُها التاريخُ 
كذلك !!
. . . . . 
أحسَّ في جوفهِ صوتَ بُكاء
يتنفسُ رائحةَ الطّين . . . 
صوتُهُ
ليس مقبولاً في جوْقةِ الضّفادع . . . 
أرادوا أنْ يُعلّقَ حنجرتَهُ عندَ الباب
يجلسُ من دونِ قامتِه 
بين رؤوسٍ تهتزُّ لسجعِ الكُهّان . . .
علاماتُ الإستفهامِ لا تُدفَن
وإنْ كانتْ ميّتة !
. . . . .
ليس الآتي كأسَ مُدام 
جواريَ من ليالٍ ألف
دكّاتٍ لسِقطِ حروفٍ لزجةٍ بأرجلِ الذّباب . . .
ما عادَ نفخُ البوقِ 
يكفي شراباً 
لحمَ طيْرٍ 
أرديةً لا تُشقُّ من دُبر . . .
. . . . . 
يهوذا ينزعُ جلدَه
أبو رُغال يُميطُ لثامَه
الحجاجُ يضعُ عمتَه 
تشابهتْ من البقرِ قرون . . .
أقنعةٌ 
تسقطُ في نهايةِ مسرحيّةِ
الأقزامُ يحرثون البحر!
. . . 
العطّارُ 
لا يُصلحُ ما أفسدَهُ الدّهر 
واللّيلُ 
لا يحتفظُ بآخرهِ طويلاً
أمَا آنَ للصّبحِ أنْ يتنفّس !!
. . . . . 
عبد الجبار الفياض
آذار 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق