الثلاثاء، 2 أبريل 2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // طوبى لكِ سوريتي // كُتبض النص بمداد الشاعرة : مرام عطية // سوريا

طوبى لك سوريتي
________________
في مدينةِ الوحدةِ سفينةُ عربانٍ تائهةٌ بلا قبطانَ ، تتلاطمُ في بحر الظلمةِ ، عبثاً تبحثُ عن ميناء سلامٍ يناسمُ أسيادها على بحرِ الشمالِ ، سفينةٌ غابَ نسرها ، وضاعَت بوصلتها ، حضرتْ جسداً في قمةٍ عتيدةٍ ، وغابَ فكرها والروحَ ، تحتسي الجهلَ والكراهيةَ كلَّ صباحٍ ، و يفوحُ منها عفنَ التسلطِ والقهرِ ، غرست الأشواكَ في دروبِ المفكرين ، زرعتْ الجمرَ تحتَ خطاهم ، و رفعتْ البنادقَ والسهامِ في صدورِ الحماةِ . 
كراسٍ وزاريةٌٍ كأرضٌ عقيمةٌ ، لا يرفُّ فيها نبتٌ أخضرُ ، مليىةٌ بالزؤوان إلاَّ من سنبلةٍ واحدةٍ تستثيرُ الهممَ لحصيلةٍ وافرةٍ من القمحِ رفعتْ رايةَ السلامِ من أرزِ لبنانَ ، صحراءُ حضرت لشاطئٍ أخضرَ ، ياللأسى !
صناديقُ بشريةٌ مترعةٌ بضروبِ النفاقِ والفسادِ يسيلُ حنظلها لؤماً وحقداً، تصبَّهُ في صحونِ الكرامةِ والنِّصالِ .
شيعتْ الأحلامَ الورديةَ في نفوسِ الأمهاتِ والأطفالِ
ومزَّقت ماتبقى من شرايين التلاقي بين العربِ
وأنا كطفلةٍ أرتجفُ من البردِ أمامَ طوابيرِ النفطِ المتوهجةِ جسدي الضعيفُ ينوءُ بأعباءِالمسؤولياتِ وهمومِ الأمومةِ الجريحةِ ، كنملةٍ تحملُ أطنانَ وزنها يسحقها المارةُ بأقدامهم العاتيةِ . قطاراتُ الأسئلةِ في أفواهِ الصحفيين توقفتْ عن السيرِ بعد أن حمَّلها الممثلونَ في المسرحيةِ مشاهدَ أليمةً وإحداثياتٍ جمةً .
طوبى لك أيُّها النَّجمُ الدمشقيُّ ، الحشودُ تحتفلُ بكَ ، تحملُ أغصانَ ياسمينكَ و أعلامَ نصركَ ، حضرتَ من وراء ستائرِ الغيابِ ، ماأقوى إشعاعكَ !
يرمونكَ بالسهامِ فيقوى ساعدك ، يهيلونَ عليكَ حقدهم ، فتنقلبُ مراجلُ الحقدِ على رؤوسهم ، يعتقلونَ ياسمينكَ فيحلقُ نسركَ حدودَ الشمسِ ، يغتصبونَ حقولَ التفاحِ في جولانكَ فيثورُ الإجاصُ غصباً، يتمدَّدُ الليمونُ عبر المدى، ويتجذَّرُ السنديانُ والغارُ ، طوبى لك سوريتي ، بريقُ النجومِ يكحُّلُ عينيكِ .
________
مرام عطية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق