الثلاثاء، 2 أبريل 2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // مفازاتُ الغيابِ مشعراجٌ ومِرقاة // كُتب النص بمداد الأستاذ / كامل عبد الحسين الكعبي // العراق

مَفَازاتُ الغيابِ مِعْراجٌ ومِرْقاة ..
..........................................
أُحدّقُ في عينِ الفراغِ أَبحثُ عن قرنيةِ الأسرار القابعة في جوف الخواء أَغورُ بعيداً خلفَ هالاتِ الوَهَجِ ومراكز الإشعاعِ لآخر نقطةٍ في عمق المفازات ، في الفضاءآت التي ليسَ لها قرار ، بأَحضان الملاذاتِ الغافيةِ خلفَ أَوكار الضبابِ ، ثُمّ أسدلُ عليّ من أهدابِ الغياب ستراً واقياً يُغيِّبني عن كُلِّ هذا الضجيجِ الخانقِ للأنفاسِ ، السالب للفكرِ والعقل والروحِ ، لأستعيدَ نفسي وأستنقذها من براثنِ الافتراس العصري وتخليصها من دوّامةِ الدوران القسري بينَ فكّي رحى الإستلاب ومناهضة دورة أفلاك التيهِ والشتاتِ ، فقد أَعلنتُ التحررَ والعصيان وطفقتُ أعدو في مساراتِ الخَلاصِ متسلِّحاً بأطواق النجاةِ ومتأَبّطا سُبُل الوقاية لما وراء الطفر فوقَ الأَسلاكِ الشائكةِ وكسر الحواجز الكونكريتية المصطنعة لارتقاءِ عتبات الذهول وخلق فسحةٍ من وقتٍ مستقطعٍ خارج حسابات المجرّةِ ، فخلف أَدغالِ الفكر السقيم زهورٌ باسمةٌ تدعونا لأن نتنفس رحيقَها ونشمّ ضوعَها ونستنشق الهواءَ النقيّ المُعطّر الذي يحرر القلوبَ من زَفَراتِ الأَزمنةِ المُصابةِ بالغَثَيان .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق