وبكى الماء
لوحتان من مدوّنات عام 2003
.............نص / شلال عنوز
(1)
وانت تغذُّ السيرَ
مهزوماً
يضجُّ بكَ الطريقُ ،
تبتلعُ كلَّ صراخ المواسم
جراحات التسكّع
موائد الوجع
تهرول في الطريق الذي
يشربُ صحوك
أدمنتهُ الخُطى
والعذابات
يُولولُ في فضاءٍ
لا وجودَ للبوحِ فيه
يُريكَ انكساراتِهِ المتوالية
على منضدةِ الرمل
تَشيطَنَ الغدرُ
على أديمِهِ
كُلُّ ذرّة رمل
تريكَ مصرعَ عِشقِها
تنتحبُ باكيةً هذا
الانهيار
الانحدار
هذا المأزق المريعْ
لا أحد يحسُّ
بهذا البركان الذي
يتفجَّرفي أعماقك
يستعرُ زفيراً
مُدُناً من لهب
يتأجّجُ ولا مدىً
لحدودِ حرائقِهِ
الموغلةِ في صمت الغابات
أنت وحدك
تصفعُكَ الخُطى المخذولة
البلهاء
في الطريقِ المفجوعِ
بالحواجزِ
بالموانع
بالعسكرِ الذين لاترى
في وجوههِمْ وطنَك
تُجيلُ النظرَ في
جرّافاتِ الأماني .
فتموتُ الفَ ميتةٍ
تحتَ سُرَفِ دباباتِ
الليلِ الغازي
توغِلُ مسافراً في رُؤاكَ
المُمَزّقة
فينامُ في جُرفِكَ
الهوَسُ المُريب
أنتَ الغريبُ هنا
لا الدرب دربك
لا المسافات
تذرفُ دمعةً يائسة
سُجن فيها الوطن
مَن يبكي معك؟!
أنت ضحيَّة
جنون السلطة
نياشين (الجنرالات)
الهتاف الفارغ
مَن يُواسيك؟!
كُلُّ الاماني تحترق
البلاءُ المدَجَّن
الموتُ السريع
هذا النزيفُ الجماعيُّ الذي
كُلّما نامَ أيقظَتْهُ الفتنة
وهي تُكثرُ القولَ
هل مِن مَزيد؟
القصيدةُ شوّهَتْها
وجوهُ الغرباء
ما عادتْ تُغنّي
صارتْ كائناً ممسوخاً
لا حقيقةَ له
لاترى غير بعضٍ
مِن وطنٍ مطعونٍ أدمَتهُ
سياطُ العُقوق
تآمرَ الأخوةُ ألأعداء
وبعض مِن أثرٍ يقول:
كان هُنا مَن نُسمّيه ( جيشاً)
كلُّ شيءٍ يعبَثُ فيه السّواد
تلكَ اليمامةُ مكسورةُ الجناحِ
تئِنُّ لاعنةً هذي الهزيمةَ النكراء
تَطشُّ بُرازها على التواريخِ المزيَّفة
ترفرفُ ياللعارْ!!
شجرةُ السِّدر
تجرُّ أذيالَ أغصانِها
مُطَأطِئةً
غادرتها الخُضرة
هجرَتْها الطيور
دبّاباتُ نصرِنا المهزوم
مَركومةٌ على ضفافِ الوجع
سلاحُ الأيامِ الصعبةِ
مهانٌ على كُثبانِ الجدب
عتادُ دمي
يتفجّرٌ في روحِ ازمنتي
المُدبِرة
ذَليلاً مُشاعاً للراغبين
أنتَ أمامَ كارثةِ
الهروبِ الجماعي
وبقايا جيشٍ تَبَخّرْ
عشيّةَ يومٍ بكَتْهُ السماء
وحدكَ تبكي
دَماً
وجعاً
صارخاً :
أينَ الوطن ؟!
(2)
آه ياوطني...
خيولك الهاربة في كبد
الصحراء
أخرسها الصهيل
مُستفزَّةً أكلت حوافرها
قلوبها مشرئبة صوب
صومعة من خيال
متعبة
العواصف تغلي
النكوص يزدري السارية
المدائن جراح
ايها الوطن المبتلى
يامَن كان مثابة لألق العنفوان
وزهو الذرى
كيف ابتلع المدى المذبوح
اناشيد قومك ؟
أهازيجهم التي ازدردتها
الافواه الجوعى
لأسراب جراد التأمر
هذه الغربان التي
حفّت بها شرور
أزمنة الضياع
تجوب سماءك مستهزئة
برايتك المنكّسة
لا أحد يواسيك ايها الوطن المدمى
كلّهم رجال من وهم
الاّك ياوطني
أنت صوت الحقيقة الذي
تحمله الريح
ليشرق كتلاً من ضوء
رغم جُدران اليأس
ايها المخذول حدّ الموت
منذُ انتصارٍ مهزوم
وأنت تحلم بالانعتاق
ترشُّ الاماني
على الدروب
التي روّعتها الخُطى
تغني للأبواب الموصدة
مدن الوجع
وأنت تمسك نبضك
تجرجره صوب احلام
تتناسل بلا أفق ولادة
سوى
دخان
تطاحنٍ
موتٍ سريع
نبذتك كلُّ مدن القنوط
حتى انهار حلمك
ذات حقيقة مرّة
فزَّ فيها صحوك
فابتلعه الفضاء
عندما بكى الماء
بملح الرمل
شربته الكثبان
ايها الماء الذي
كلّ شيءٍ منه؟
لماذا نحن بلادٌ
من عطش؟
أنهارٌ بلا ماء؟
ايها الماء الخالد
هل رأيت وطناً بلا بندقية؟
بيادرَ من ذهبٍ
هرب حرّاسها عراة
بأول صافرة
من لصٍّ دخيل؟
ايها الماء
لاتكترث لهذا اللغو
الهمجيّ
فصوتي هو الحقيقة
الآتية من
أعماق بابل
تشظيات كلكامش
وجع عليّ
حرارة دم
الحسين
ايها الماء الخالد
لماذا نحن دون خلق
الله
نصفّقُ للأشباح
ننشدُ للمهزومين؟
نقدّس طغاتنا
نُظفي على القاتلين
العصمة ..والعظمة؟
لماذا نستبيحُ
دماء الاحرار؟
كم دمٍ بريء
نقيّ اريق على ضفافك
ظلماً
بغياً
عطشاً ؟
منذُ وجعٍ
وانت تسافر في
دهاليز العتمة
تلوّح للريح
تستنطق آهك
متى تسريح؟
نيامٌ قومك والغزاة
ساهرون
ينسجون الليل في
مدنك المسوّسة
كلّ خيولك
صادرتها العواصف
دوّنوك في صحيفة
ذوي الاحتياجات الخاصة
آه .....ياعراق
مشلولٌ أنت
باعوك في
اروقة النخاسة
متهمٌ كلّ من فيك
...حتى الهواء وهذأ
الماء الذي
يزدري عطشك
منذُ وجع
وأنت وحدك
في المنفى
لا مِن خلاص
مَن استودعته حلمك
سرقه ليلة
كان القمر
مكبَّلاً بالغيوم
بين نزفك
وصراخي
عمرٌ من خيباتك
المتلاحقة
تلك الوجوه المكفهرّة
تُنكربحور القصيدة
تذبح الغناء
تستبيح المُنى
أجبني ايها الماء الخالد ؟
هل رأيت أمّة
تتوضّأ بالدم؟
تُنشيء مصانعَ
للكراهية؟
تقاوم الحبَّ
بالسلاح لتصادر
الأمل؟
هل رأيت أمة
تذبح البراءة
ليتناسل الاجرام؟
منذ صرختي الاولى
وأنا أمنّي النفس
أن لابدَّ من
تغيير
كل احلامي تتجه
نحو الشروق
تهرول صوب بوصلة
الشمس
هل هي دقيقةٌ بوصلتي
لأتّجه الوجهة الصحيحة؟
اجبني ايها الماء الخالد؟
مازلتُ واقفاً
على الضجيج
أُلوّحُ للأملِ
المُستفزِّ
المغادرِ
أن يعود
لوحتان من مدوّنات عام 2003
.............نص / شلال عنوز
(1)
وانت تغذُّ السيرَ
مهزوماً
يضجُّ بكَ الطريقُ ،
تبتلعُ كلَّ صراخ المواسم
جراحات التسكّع
موائد الوجع
تهرول في الطريق الذي
يشربُ صحوك
أدمنتهُ الخُطى
والعذابات
يُولولُ في فضاءٍ
لا وجودَ للبوحِ فيه
يُريكَ انكساراتِهِ المتوالية
على منضدةِ الرمل
تَشيطَنَ الغدرُ
على أديمِهِ
كُلُّ ذرّة رمل
تريكَ مصرعَ عِشقِها
تنتحبُ باكيةً هذا
الانهيار
الانحدار
هذا المأزق المريعْ
لا أحد يحسُّ
بهذا البركان الذي
يتفجَّرفي أعماقك
يستعرُ زفيراً
مُدُناً من لهب
يتأجّجُ ولا مدىً
لحدودِ حرائقِهِ
الموغلةِ في صمت الغابات
أنت وحدك
تصفعُكَ الخُطى المخذولة
البلهاء
في الطريقِ المفجوعِ
بالحواجزِ
بالموانع
بالعسكرِ الذين لاترى
في وجوههِمْ وطنَك
تُجيلُ النظرَ في
جرّافاتِ الأماني .
فتموتُ الفَ ميتةٍ
تحتَ سُرَفِ دباباتِ
الليلِ الغازي
توغِلُ مسافراً في رُؤاكَ
المُمَزّقة
فينامُ في جُرفِكَ
الهوَسُ المُريب
أنتَ الغريبُ هنا
لا الدرب دربك
لا المسافات
تذرفُ دمعةً يائسة
سُجن فيها الوطن
مَن يبكي معك؟!
أنت ضحيَّة
جنون السلطة
نياشين (الجنرالات)
الهتاف الفارغ
مَن يُواسيك؟!
كُلُّ الاماني تحترق
البلاءُ المدَجَّن
الموتُ السريع
هذا النزيفُ الجماعيُّ الذي
كُلّما نامَ أيقظَتْهُ الفتنة
وهي تُكثرُ القولَ
هل مِن مَزيد؟
القصيدةُ شوّهَتْها
وجوهُ الغرباء
ما عادتْ تُغنّي
صارتْ كائناً ممسوخاً
لا حقيقةَ له
لاترى غير بعضٍ
مِن وطنٍ مطعونٍ أدمَتهُ
سياطُ العُقوق
تآمرَ الأخوةُ ألأعداء
وبعض مِن أثرٍ يقول:
كان هُنا مَن نُسمّيه ( جيشاً)
كلُّ شيءٍ يعبَثُ فيه السّواد
تلكَ اليمامةُ مكسورةُ الجناحِ
تئِنُّ لاعنةً هذي الهزيمةَ النكراء
تَطشُّ بُرازها على التواريخِ المزيَّفة
ترفرفُ ياللعارْ!!
شجرةُ السِّدر
تجرُّ أذيالَ أغصانِها
مُطَأطِئةً
غادرتها الخُضرة
هجرَتْها الطيور
دبّاباتُ نصرِنا المهزوم
مَركومةٌ على ضفافِ الوجع
سلاحُ الأيامِ الصعبةِ
مهانٌ على كُثبانِ الجدب
عتادُ دمي
يتفجّرٌ في روحِ ازمنتي
المُدبِرة
ذَليلاً مُشاعاً للراغبين
أنتَ أمامَ كارثةِ
الهروبِ الجماعي
وبقايا جيشٍ تَبَخّرْ
عشيّةَ يومٍ بكَتْهُ السماء
وحدكَ تبكي
دَماً
وجعاً
صارخاً :
أينَ الوطن ؟!
(2)
آه ياوطني...
خيولك الهاربة في كبد
الصحراء
أخرسها الصهيل
مُستفزَّةً أكلت حوافرها
قلوبها مشرئبة صوب
صومعة من خيال
متعبة
العواصف تغلي
النكوص يزدري السارية
المدائن جراح
ايها الوطن المبتلى
يامَن كان مثابة لألق العنفوان
وزهو الذرى
كيف ابتلع المدى المذبوح
اناشيد قومك ؟
أهازيجهم التي ازدردتها
الافواه الجوعى
لأسراب جراد التأمر
هذه الغربان التي
حفّت بها شرور
أزمنة الضياع
تجوب سماءك مستهزئة
برايتك المنكّسة
لا أحد يواسيك ايها الوطن المدمى
كلّهم رجال من وهم
الاّك ياوطني
أنت صوت الحقيقة الذي
تحمله الريح
ليشرق كتلاً من ضوء
رغم جُدران اليأس
ايها المخذول حدّ الموت
منذُ انتصارٍ مهزوم
وأنت تحلم بالانعتاق
ترشُّ الاماني
على الدروب
التي روّعتها الخُطى
تغني للأبواب الموصدة
مدن الوجع
وأنت تمسك نبضك
تجرجره صوب احلام
تتناسل بلا أفق ولادة
سوى
دخان
تطاحنٍ
موتٍ سريع
نبذتك كلُّ مدن القنوط
حتى انهار حلمك
ذات حقيقة مرّة
فزَّ فيها صحوك
فابتلعه الفضاء
عندما بكى الماء
بملح الرمل
شربته الكثبان
ايها الماء الذي
كلّ شيءٍ منه؟
لماذا نحن بلادٌ
من عطش؟
أنهارٌ بلا ماء؟
ايها الماء الخالد
هل رأيت وطناً بلا بندقية؟
بيادرَ من ذهبٍ
هرب حرّاسها عراة
بأول صافرة
من لصٍّ دخيل؟
ايها الماء
لاتكترث لهذا اللغو
الهمجيّ
فصوتي هو الحقيقة
الآتية من
أعماق بابل
تشظيات كلكامش
وجع عليّ
حرارة دم
الحسين
ايها الماء الخالد
لماذا نحن دون خلق
الله
نصفّقُ للأشباح
ننشدُ للمهزومين؟
نقدّس طغاتنا
نُظفي على القاتلين
العصمة ..والعظمة؟
لماذا نستبيحُ
دماء الاحرار؟
كم دمٍ بريء
نقيّ اريق على ضفافك
ظلماً
بغياً
عطشاً ؟
منذُ وجعٍ
وانت تسافر في
دهاليز العتمة
تلوّح للريح
تستنطق آهك
متى تسريح؟
نيامٌ قومك والغزاة
ساهرون
ينسجون الليل في
مدنك المسوّسة
كلّ خيولك
صادرتها العواصف
دوّنوك في صحيفة
ذوي الاحتياجات الخاصة
آه .....ياعراق
مشلولٌ أنت
باعوك في
اروقة النخاسة
متهمٌ كلّ من فيك
...حتى الهواء وهذأ
الماء الذي
يزدري عطشك
منذُ وجع
وأنت وحدك
في المنفى
لا مِن خلاص
مَن استودعته حلمك
سرقه ليلة
كان القمر
مكبَّلاً بالغيوم
بين نزفك
وصراخي
عمرٌ من خيباتك
المتلاحقة
تلك الوجوه المكفهرّة
تُنكربحور القصيدة
تذبح الغناء
تستبيح المُنى
أجبني ايها الماء الخالد ؟
هل رأيت أمّة
تتوضّأ بالدم؟
تُنشيء مصانعَ
للكراهية؟
تقاوم الحبَّ
بالسلاح لتصادر
الأمل؟
هل رأيت أمة
تذبح البراءة
ليتناسل الاجرام؟
منذ صرختي الاولى
وأنا أمنّي النفس
أن لابدَّ من
تغيير
كل احلامي تتجه
نحو الشروق
تهرول صوب بوصلة
الشمس
هل هي دقيقةٌ بوصلتي
لأتّجه الوجهة الصحيحة؟
اجبني ايها الماء الخالد؟
مازلتُ واقفاً
على الضجيج
أُلوّحُ للأملِ
المُستفزِّ
المغادرِ
أن يعود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق